استبعدت تقديرات إسرائيلية، إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي سريع بين إيران والدول العظمي، في حين ترى "إسرائيل" أن التوصل إلى اتفاق سيئ سريع أفضل لها من بعيد يمنح طهران مزيدا من الوقت.
وفي العاصمة النمساوية فيينا، انطلقت الثلاثاء الماضي الجولة السابعة من المفاوضات حول مستقبل المشروع النووي الإيران، حيث يترقب العالم نتائج هذه المباحثات.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، بأن "التقدير في المستويات المهنية في إسرائيل، هو أن المحادثات التي تجرى في فيينا حاليا، لن تؤدي إلى توقيع سريع على اتفاق نووي متجدد".
وأضافت: "في أعقاب ذلك، فإن الفترة الانتقالية كفيلة بأن تستمر لأشهر طويلة وربما لأكثر من سنة"، منوهة إلى أن "موقف جهاز الأمن والقيادة السياسية في إسرائيل، والذي يظهر في الأحاديث الجارية مع الأمريكيين (أساسا)، والأوروبيين؛ يفيد بأن لإيران مصلحة في تأخير العودة إلى إطار الاتفاق، في ظل استغلال الوقت الذي يمر في هذه الأثناء لتحسين شروط البدء لديهم في المفاوضات ولمواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية".
ونبهت إلى أن "إسرائيل لا تستبعد إمكانية وصول التخصيب إلى مستوى 90 في المئة"، في حين أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم لدرجة الـ20 في المئة، مستخدمة أجهزة مطورة للطرد المركزي في منشأة "فوردو" التي تقع تحت الأرض.
وبحسب الموقف الإسرائيلي، فإن "العودة إلى اتفاق جديد، حتى في صيغة الاتفاق النووي السابق، ستتاح فقط إذا ما استخدم من جانب القوى العظمى ضغط على طهران، ولا سيما في المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، في ظل تشديد العقوبات على الدولة، وبدون خطوات عدوانية، كما يعتقدون في إسرائيل.. إيران ستواصل التسويف في الوقت، والمفاوضات ستراوح في المكان، دون تقدم هام في الفترة القريبة القادمة".
وأشارت "معاريف" إلى أنهم "في جهاز الأمن لم يتفاجأوا من أن إيران كررت موقفها القاضي، بأن واشنطن هي التي خرقت الاتفاق عندما خرجت منه، وبالتالي، كمرحلة أولية للعودة، فإنه ينبغي قبل كل شيء رفع العقوبات".
وتابعت: "في إسرائيل، يعتقدون أن قرارا أمريكيا حتى وإن كان جزئيا لرفع العقوبات، قبل التوقيع على اتفاق جديد سيكون خطأ كبيرا تستغله طهران لصالحها".
وزعمت الصحيفة، أن "الفوارق اليوم بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل في هذه المسألة كبيرة جدا، وفي القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، يدركون أن الأمريكيين مصممون على العودة إلى الاتفاق مع إيران، وهذا لا يختلف في جوهره عن الاتفاق السابق، وفي إسرائيل يعودون ويصرحون، وبقوة أكبر في الفترة الأخيرة، بأن هذا اتفاق سيئ، وإسرائيل تحتفظ لنفسها بحق العمل ضد إيران إذا ما واصلت التقدم نحو القنبلة".
وإلى جانب ذلك، فإن "إسرائيل تعتقد بأنه في حال كانت الإدارة الأمريكية حسمت منذ الآن باتجاه العودة إلى إطار اتفاق، فإن المصلحة الواضحة لإسرائيل أيضا، أن التوقيع عليه سيكون سريعا قدر الإمكان، كي لا يتاح لإيران الوقت لجمع المعلومات، لتخصيب اليورانيوم ولأعمال إضافية تتعلق بالبرنامج النووي، خاصة أن طهران بالتوازي تمنع عمل المراقبين".
ولفتت "معاريف"، إلى أن "إسرائيل الآن تتحدث عن أهون الشرور، فإذا كان لا بد من اتفاق سيئ فعلى الأقل فليوقع في أقرب وقت ممكن، بحيث لا يمنح طهران مزيدا من الوقت للتقدم في المشروع النووي، دون ممارسة ضغط حقيقي عليهم للعودة إلى طاولة المفاوضات".