اتهم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، السعودية بـ"الرغبة في التحكم بالمسار السياسي في لبنان".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قاسم في حديث خاص مع "التلفزيون العربي"، والذي ذكر خلاله أن السعودية بادرت إلى افتعال المشكلة مع بلاده، رغم الموقف الحكومي في لبنان المتعاون مع الدول الخليجية.
وأشار قاسم إلى ضرورة أن تنظر السعودية إلى لبنان كبلد حر ومستقل، دون أن يمكنها فرض أجندتها السياسية.
ونفى قاسم وجود مساع جدية بشأن وساطات محتملة، مضيفا أنه "لم تكن هناك وساطات بل مطلب مباشر باستقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي دون أي تعهدات أو وعود في المقابل".
وذكر قاسم أن قرداحي "هو صاحب القرار الأول والأخير"، مجددا تأييد حزب الله لكل قرار يتخذه.
وفي وقت سابق اليوم، قدّم وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، استقالته من الحكومة، عقب الأزمة بين بلاده ودول الخليج.
من جانب آخر، دعا قاسم الحكومة، إلى القيام بدور لمعالجة ما وصفه بتسلط المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار. وذكر أنه لا يمكنه منع مجلس النواب من أخذ صلاحيات في محاكمة الرؤساء والوزراء.
وأشار قاسم إلى أن حزب الله مهتم بأن تستمر الحكومة بعملها، لكنه دعا إلى معالجة بعض الملفات "بشكل أو بآخر".
وكشف قاسم عن نقاشات تجري في الكواليس بمساعدة الرؤساء الثلاثة، موضحا أن استئناف انعقاد اجتماعات مجلس الوزراء، المعطلة حاليا، سيكون عند التوصل إلى حل معين يمكن أن يكون مقبولا للجميع.
وجدد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الاتهام للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار باستهداف حلفاء الحزب، واستبعاد أطراف أخرى عبر تقديم مبررات واهية على حد قوله.
وفيما يتعلق بأحداث الطيونة والعلاقة مع حزب القوات اللبنانية، دعا قاسم إلى محاسبة القوات بعد ارتكابهم "مجزرة في الطيونة".
ووصف ما حصل بأنه "مقدمات لحرب أهلية"، مشددا على عدم وجود أي إمكانية لعلاقة مع حزب القوات اللبنانية.
وفي ما يخصّ الانتخابات النيابية المرتقبة، قال قاسم إن موعد 27 آذار/ مارس مبدئي، ولن يتحول إلى موعد نهائي ما لم يوقع رئيس الجمهورية ميشال عون عليه. ورجّح قاسم أن تجرى الانتخابات في الفترة الممتدة بين 8 و15 أيار/ مايو لأن رئيس البلاد، ميشال عون لن يوقع قبل هذا التاريخ بحسب قوله.
وأشار قاسم إلى أن بعض الأطراف تتوقع أن تغير هذه الانتخابات المشهد والتوازنات الحالية وذلك عبر حصول قوى 14 آذار سابقا ومجموعات المجتمع المدني المرتبطة بالسفارات، بحسب تعبيره، على أغلبية تجعلهم يتحكمون بانتخابات الرئاسة المقبلة واختيار الحكومة لتغيير سياسات لبنان.
وحول العلاقة مع التيار الوطني الحر، عبر نائب الأمين العام لحزب الله عن التزامهم بالاتفاق المبرم عام 2006، لافتا إلى خوض الانتخابات النيابية بشكل مشترك في كل المناطق اللبنانية. واستبعد قاسم مناقشة الحزب لمرشحه للانتخابات الرئاسية القادمة قبل إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، معتبرا أن ذلك سابق لأوانه.
وفي ملف آخر، حمّل قاسم حاكم مصرف لبنان، المسؤولية الأكبر لحالة الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان، ودعا إلى محاسبته.
وقال قاسم إن المجتمع الدولي لا يريد أن تقوم الحكومة الحالية بمعالجة الأزمات الحقيقية، فيما فتح رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي بابا لـ"بعض المعاجلات الأقرب إلى المسكّنات".
وذكر قاسم أن حزب الله يدعو إلى دراسة كل شرط يطرحه صندوق النقد الدولي من أجل مصلحة لبنان.
وبشأن ملف ترسيم الحدود مع "إسرائيل"، اعتبر أن كل النقاشات الحالية لا تزال سطحية، مشيرا إلى أن الحزب اختار انتظار قرار مؤسسات الدولة لتبنيه، وذلك بهدف تجنب المزايدات.