شدد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو على أن التحدي الأكثر إلحاحًا بالنسبة لإيطاليا في منطقة البحر المتوسط هو تحقيق الاستقرار في ليبيا.
دي مايو ذكر مخاطبا في مؤتمر (حوارات المتوسط)، الجمعة، بالعاصمة روما، بمخرجات مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، الذي انعقد في 12 نوفمبر الماضي، والتي دعت الفاعلين الليبيين إلى الالتزام البناء بعملية انتخابية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية في ضوء استحقاق 24 ديسمبر الجاري الانتخابي.
الأسابيع القليلة الماضية شهدت تحركات إيطالية نشطة على مختلف المستويات لتكثيف الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار في ليبيا، وفي معرض حديثه للتعليق على تلك الجهود، قال راقي المسماري أستاذ القانون الخاص بالجامعات الليبية، إن تلك التصريحات نتيجة تقارب روما وباريس حول الأزمة الليبية.
وأضاف أستاذ القانون الخاص بالجامعات الليبية، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الخلاف الإيطالي الفرنسي خلال السنوات الماضية وضع الأزمة الليبية في مأزق سمح لدخول تركيا كلاعب إقليمي في ليبيا.
برزت ليبيا كنقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط، على أمل عيش حياة أفضل في أوروبا، كما تعد أقرب نقطة في البحر المتوسط بالنسبة للشواطئ الإيطالية، وهنا أكد راقي المسماري، أن توقيت التقارب الإيطالي مع وجه النظر الأوروبية التي تقودها فرنسا جاء خوفًا من السماح لدخول قوى إقليمية أخرى في الملف الليبي.
وأوضح أستاذ القانون، أن أوروبا تيقنت خلال السنوات السابقة بأن استقرار ليبيا أولوية فهي عمق استراتيجي للقارة العجوز، كما أن موجات الهجرة واللجوء وانتشار العنف والتطرف، جعل أوروبا تتوحد من أجل حل الأزمة الليبية.
في السياق، تتفق الإعلامية والناشطة الليبية حريه بومامه، مع وجه نظر أستاذ القانون راقي المسماري، حيث تعد ليبيا عمق استراتيجي لإيطاليا بوجه خاص وأوروبا بوجه عام.
وأكدت حريه بومامه، خلال تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حضور روما في إفريقيا وبالأخص ليبيا، له أهداف رئيسية تتعلق بدورها في مكافحة الاتجار بالبشر، ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، ومكافحة الإرهاب.
وأوضحت الإعلامية والناشطة الليبية، أن إيطاليا تعمل على إعادة تموضع في الملف الليبي
وتجنب الصدام مع قوى فاعلة في المنطقة، والعمل على تنسيق داخلي مع الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، وهذا اتضح جليًا خلال المعاهدة الأخيرة بين روما وباريس.
وتابعت حريه بومامه، "تسعى روما أن تكون طرفا فاعلة في منظومة البحر المتوسط أيَا وحماية استثماراتها في المنطقة والمشاركة في عملية إعادة إعمار ليبيا.. وكل هذا لن يأتي بدون دعم خطوة الانتخابات وبناء مؤسسات الدولة الليبية".
"ستدفعون الثمن".. بهذه الكلمات استشهدت الناشطة الحقوقية الليبية أحلام عبد الكافي، بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، عندما تحدث إلى أوروبا إبان أحداث فبراير 2011.
وأكدت الناشطة الحقوقية، خلال تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية"، أن كلمات القذافي آنذاك لم تنتبه لها أوروبا وبالأخص إيطاليا التي دفعت الثمن غاليا عن طريق موجات الهجرة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية.
وقالت أحلام عبد الكافي، أن روما خسرت أيضًا نتيجة العنف والصراع في ليبيا، حيث أدى تدهور الأوضاع إلى تهديد مصالحها وحصتها في الغاز الليبي، كل تلك الخسائر سواء الاقتصادية أو في الداخل الإيطالي، جعل روما تتوحد خلف القرار الأوروبي وهو الدفع نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والتوقف عن الصراع الدولي الذي أدى إلى تدهور الأوضاع على الأرض.
من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبدالعزيز عقيلة أن روما تعد الخاسر الأكبر داخل القارة العجوز نتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا، حيث تعرضت إلى موجات هجرة غير شرعية، ولم تنجح كل محاولات صدها.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، إن روما أدركت بعد 10 سنوات من الصراع الليبي والتعنت الدولي، أن الحل الوحيد لصد تلك الموجات هو وجود حكومة ليبية موحده مسيطرة بالفعل على كامل التراب الليبي.
وسلط عقيلة الضوء على الاهتمام الكبير لإيطاليا بالأزمة الليبية وبالأخص خلال الشهور الماضية، فليبيا تعد المور الأول للغاز والنفط بالنسبة لروما، كما تعد بوابة هامة يجب أن تكون تحت السيطرة لمنع أي تسلل سواء موجات هجرة أو أفراد إرهابية.