انكشفت غمة الإعصار الهوائي شديد البرودة والذي يسمى "إعصار اندرو" القادم من قبرص، حيث كان هذا الإعصار مصحوباً برياح شديدة تفوق سرعتها 100 كيلو متر في الساعة، وقد كانت فلسطين من ضمن المناطق التي تأثرت بهذه الموجة الباردة، كمثيلاتها في الشرق الأوسط. القطاع الزراعي بقطاع غزة كان من بين القطاعات الأكثر تضرراً، حيث تجاوزت قيمة الخسائر المليون دولار، حسب تقدير مبدئي لوزارة الزراعة التي استنفرت طواقمها لمساعدة المزارعين وحصر الأضرار، -وحسب الوزارة- فقد كانت الدفيئات الزراعية الأكثر تضرراً، حيث تضرر ما يزيد عن "260" دونما إثر تمزق الغطاء البلاستيكي. إضافة إلى ذلك، تضرر حوالي ألف دونم من الخضار المكشوفة أهمها البطاطس والبصل والبازيلاء، كما تضرر "100" دونم من المزروعات الأرضية المتمثلة في التوت الأرضي والكوسا. ولم تسلم من تلك العاصفة مزارع الدواجن حيث نفق "8,600" من الدجاج اللاحم" "800" من الدجاج البياض" "5" رؤوس أغنام وناقة واحدة. [title]مزارع مدمرة[/title] المزارع إبراهيم مهنا استل فأسه يضرب به في أرضه ليخرج كمية المياه الكبيرة التي تجمعت في حقله الزراعي الذي يبلغ أربعة دونومات، يقول لمراسل موقع "فلسطين الآن": "إن خسائر جسام لحقت بأرضه نتيجة موجة الصقيع التي ضربت قطاع غزة". وأشار إلى أن ثلثي محصوله الزراعي قد تدمر، مبيناً أنه استدان وكعادته لزراعة أرضه بمحصول البازيلاء وكان يأمل بسداد دينه بعد الحصاد ولكن كل أحلامه بدت سراب بعد هذا الخراب. وطالب مهنا الجهات المعنية وخصوصاً الحكومة الفلسطينية بتعويض المزارعين بتكلفة الزراعة على الأقل لأنهم يعتمدون على الزراعة لتغطية نفقات عائلاتهم، منوها إلى أن المزارعين يعيشون واقعاً اقتصادياً صعباً. من جهته قال المزارع همام الأسطل: "إن خسائر فادحة لحقت بدفيئاته الزراعية بسبب سرعة الرياح مما أحدث تمزق في البلاستيك، وأثر على النباتات داخل الدفيئات الزراعية" ، مضيفاً: "إن الخسائر الكبيرة الناجمة لأن النباتات داخل الدفيئات بقيت عدة أيام دون غطاء مما أثر على المحصول بالسلب". وأكد الأسطل بأن الأضرار التي لحقت بالدفيئات الزراعية ستؤثر سلباً على الإنتاج، محذراً من ارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق نتيجة قلة الإنتاج. وأيّد المزارع جاسر العبادلة، المزارع الأسطل مشيراً إلى أن الكثير من المحاصيل الزراعية دمرت بسبب المنخفض الجوي مما يؤدي إلى قلة الإنتاج وارتفاع الأسعار في السوق. [title]مزارع خاوية[/title] أما مالك عبد الغفور، صاحب مزرعة لتربية الدواجن، فيقول: إن مزرعته أصبحت خاوية على عروشها بعد قضاء جميع دواجن المزرعة بسبب البرد الشديد الذي لم نشهد مثله من قبل، موضحاً أن غطاء المزرعة البلاستيكي بالإضافة إلى "ألواح الزينجو" قد تطايرت مع اشتداد الرياح مما ضاعف خسائرنا المادية. وطالب عبد الغفور الحكومة والجمعيات الراعية لمثل هذه المشاريع بتعويض المزارعين وخصوصاً مربيّ الطيور لأنهم الأكثر تضرراً. [title]منخفض صغير ونتائج مخيفة[/title] بدوره، أكد عاشور اللحام، رئيس جمعية المزارعين الفلسطينيين، أن جمعيته كانت على اتصال مباشر مع جمهور المزارعين وتابعت المنخفض وتأثيره، منوها إلى أن الجمعية شكلت طاقماً من أعضاء الهيئة الإدارية وأصدقاء الجمعية والمزارعين لإحصاء البيوت البلاستيكية المدمرة والتي بحاجة لإصلاح جزئي. ووصف اللحام المنخفض بالإعصار الصغير وتسبب في تدمير مئات البيوت البلاستيكي، منوهاً إلى أن شدة الرياح أدت إلى تدمير وتمزيق حوالي 500 دفيئة في المحافظات الجنوبية للقطاع، لافتاً إلى أن هذا الأمر أدي لخسارة فادحة للمزارع نفسه، كذلك من شأنه أن يرفع أسعار الخضروات في السوق للمستهلك. وقدر اللحام الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في المحافظات الجنوبية لقطاع بـ 3 مليون دولار، لافتاً إلى أن هذه الإحصائية تقريبية وليست نهائية. وأشار إلى أن جمعيته تنتظر التنسيق مع وزارة الزراعة لتقديم إحصائيات دقيقة حول الخسائر، داعياً وزارة الزراعة والحكومة لتقديم إغاثات سريعة للمتضررين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.