تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن إيران والدول العظمى المشاركة في المحادثات النووية في فيينا لن تعود إلى الاتفاق النووي الأصلي، من العام 2015، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد. وانتهت جولة المفاوضات أول من أمس، الجمعة، دون تقدم كبير نحو اتفاق، لكن يتوقع استئنافها يوم الخميس المقبل أو في الثالث من كانون الثاني/يناير.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي تقديره أنه إذا التقى الأطراف خلال أيام عيد الميلاد، فإن هذا سيدل على تقدم بالمفاوضات.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنه "ليس لدى إسرائيل القدرة على مهاجمة إيران"، وأنه "ليس لديها القدرة على القيام بذلك قريبا"، حسبما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز"، الليلة الماضية.
واعتبرت التقديرات الإسرائيلية أن عدم عودة أطراف المفاوضات إلى الاتفاق النووي الأصلي نابع من أن سريانه يوشك على الانتهاء، وأنه يتوقع أن تتجاوز إيران العتبة التكنولوجية، التي كان يفترض بالاتفاق الأصلي منعها، في نهاية كانون الثاني/يناير أو بداية شباط/فبراير المقبلين، كما أن المطالب الإيرانية تستوجب مداولات طويلة.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الدول العظمى ستطالب بالاختيار بين مسارين محتملين. المسار الأول هو "تفجر المحادثات بحيث تنشأ بعده أزمة مراقبة مقابل إيران، يمكن أن تستمر فترة طويلة. وقد يؤدي ذلك إلى دفع طهران إلى العودة إلى طاولة المحادثات وإبداء ليونة أكبر" في مطالبها.
والمسار الثاني، بحسب التقديرات الإسرائيلية، هو التوصل إلى اتفاق مرحلي، يشمل تفاهمات جزئية حول البرنامج النووي الإيراني، خلال الأسابيع القريبة المقبلة، وأنه ليس واضحا كيف سيكون مضمون اتفاق كهذا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، أول من أمس، إن واشنطن "لم تجد بعد سبيلًا للعودة إلى الاتفاق النووي"، وأن المحادثات بشأن العودة إلى الامتثال لبنود الاتفاق "لا تسير على ما يرام". ولفت إلى أنه "نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018"، مشددا على أنّ الاتفاق النووي وضع سقفا للبرنامج النووي الإيراني.
وفي موازاة ذلك، تحدث دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون عن "تقّدم تقني طفيف" في المفاوضات، وشددوا على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنبا لفشلها. وقالوا إنه "تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة"، لكنّهم حذّروا من "أننا نتجه سريعا إلى حائط مسدود في هذه المفاوضات"، واعتبروا أن التوقف الذي طلبته إيران "مخيّب للآمال".
ووصف مسؤول أميركي رفيع المستوة، الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا بأنها كانت "أفضل مما كان يمكن أن تكون" و"أسوأ مما كان ينبغي أن تكون"، حسبما نقلت عنه وكالة فرانس برس. وأضاف أنه يجب "حصول تسريع كبير" لوتيرة المفاوضات، مؤكّدًا أنّ المفاوضين الأميركيين مستعدين للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه "إذا استغرق الأمر كلّ هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيّلوا كم من الوقت سيستغرق حلّ القضايا المدرجة على جدول الأعمال".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قوله للصحافيين، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحًا نوويًا أصبح الآن "قصيرًا فعلاً. قصير بشكل غير مقبول"، واصفًا ذلك بأنه أمر "مزعج".