تحول برشلونة الإسباني في عام 2021 من فريق ينافس على التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا إلى مجرد فريق يشارك في الدوري الأوروبي.
ولا يبدو أن سقوط برشلونة إلى الدوري الأوروبي هذا العام هو مجرد كبوة تحدث للكبار، مثلما حدث لتشيلسي الإنجليزي مثلا في 2019، وقبله مواطناه مانشستر يونايتد في 2012، وليفربول في 2016.
فبرشلونة تحول من فريق مرعب ووحش لكل فرق أوروبا الكبرى إلى فريق آخر بحلول العام الحالي، وعلى مدار الأشهر الأخيرة، مارا بالعديد من التحولات المختلفة الصعبة على أصعدة متباينة، والتي جعلته يفقد رونقه وفعاليته وتأثيره محليا وأوروبيا.
وشهد العام الحالي العديد من الأمور التي أدت إلى كبوة برشلونة على كل الأصعدة، سواء من الجانب المالي أو الفني أو غيرهما.
الأزمة المالية
الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على برشلونة كانت السبب الرئيسي في التحولات والخطوات الأخرى التي جعلت الفريق يتحول لفريق يشارك في الدوري الأوروبي، التي تعتبر بطولة درجة ثانية في نظر أغلب كبار أندية القارة العجوز.
وكان جوسيب ماريا بارتوميو، الرئيس السابق لبرشلونة، كشف أن إجمالي ديون النادي وصلت إلى قيمة مليار و200 مليون يورو، ومع عودة خوان لابورتا إلى رئاسة النادي في مارس/ آذار من العام الحالي توقع كثيرون أن الأزمة ستختفي، لكن ما حدث كان السيناريو الأسوأ.
وأعلن لابورتا في أغسطس/آب الماضي أن الصورة المالية للنادي أكثر قتوماً مما توقع البعض، حيث قال عقب رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة الفريق بسبب فشل التجديد له عطفا على الأزمة المالية إن إجمالي الديون في برشلونة ارتفع إلى 1.35 مليار يورو.
لابورتا شدد وقتها على أن النادي تكبد خسائر بلغت 481 مليون يورو (567 مليون دولار) ليصبح صافي ثروته السلبية 451 مليون يورو (532 مليون دولار)، مما جعله يفرط في ميسي، وجعل من الصعب عليه التفاوض مع لاعبين جدد أيضا.
لابورتا كشف كذلك أن رواتب لاعبي برشلونة بلغت 103% من إجمالي دخل النادي، بزيادة 25 % عن بقية فرق الدوري الإسباني، وهو ما فرض عليه إجراءات تقشفين شديدة لتخفيض سقف الرواتب، عبر تخفيض 70% من قيمة الرواتب الأعلى للاعبي الفريق.
رحيل ميسي وجريزمان
الأزمة المالية لبرشلونة وصعوبة التفاوض مع لاعبين جعلا من الصعب على النادي تمديد عقد ليونيل ميسي أسطورته وأيقونته وأفضل هدافيه التاريخيين.
ورحل ميسي أيقونة برشلونة الفنية والاقتصادية، والذي كان يضمن للنادي على الأقل عددا كبيرا من عقود الرعاية السنوية، بحسب تقارير إعلامية إسبانية.
الأكثر من ذلك أن ميسي رحل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة انتقال حر، ليفشل النادي الكتالوني في تحقيق استفادة مالية من رحيل أسطورته كان يمكنه تحقيقها لو رحل في صيف 2020 كما طلب ليو وقتها، لكن بارتوميو أصر على الرفض.
بعدها رحل المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان على سبيل الإعارة عائدا إلى فريقه السابق أتلتيكو مدريد الإسباني.
رحيل ميسي وبعده جريزمان جرد برشلونة من أهم نجمين، وقبلهما كان لويس سواريز الذي باعته الإدارة السابقة لأتلتيكو بثمن بخس.
رحيل الثلاثي مع ضم لاعبين أقل في المستوى من إمكانيات برشلونة جعل الفريق يتحول تدريجياً لفريق ليس من الصفوة، وكل هذا في عام واحد.
صفقات ضعيفة
ضم برشلونة أكثر من صفقة في 2021 لكنها لم تكن على مستوى النادي، فالفريق ضم الهولنديين ممفيس ديباي ولوك دي يونج وهما مواطنا المدرب السابق رونالد كومان، لكن ما شجع النادي على ضمهما أنهما كانا يناسبان الفريق من حيث الإمكانيات المالية الحالية.
بالإضافة لذلك، عانى برشلونة من إصابات بالجملة أبرزها معاناة الأرجنتيني سيرجيو أجويرو مهاجم الفريق الجديد من مشاكل في القلب، أدت لاحقاً إلى اعتزاله بعد أشهر قليلة من قدومه كصفقة انتقال حر من مانشستر سيتي الإنجليزي.
كما عانى أنسو فاتي وعثمان ديمبلي أيضا من إصابات متفرقة على مدار الموسم، بينما فشل فيليبي كوتينيو في استعادة مستواه، مع انخفاض مستوى النجمين فرينكي دي يونج ومارك أندريه تير شتيجن.
جدول ترتيب الدوري الإسباني
يحتل برشلونة حالياً المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإسباني "لا ليجا" برصيد 28 نقطة، وهو مركز غير مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
ويبتعد البارسا عن المتصدر ريال مدريد الغريم الأزلي له ومتصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق 18 نقطة، ورغم تبقي لقاء للبارسا فإنه من الصعب الخروج منه بنتيجة إيجابية حين يلتقي أشبيلية ثاني الترتيب، في لقاء مؤجل من المسابقة المحلية.
ترتيب برشلونة في جدول ترتيب الدوري الإسباني هو نتاج مجموعة من أسوأ النتائج التي لم يحققها الفريق في آخر 17 سنة، وتحديداً منذ ظهور نجمه الراحل ليونيل ميسي.
هجوم البارسا هذا الموسم رقمياً يعد أضعف من ريال مدريد بـ11 هدفاً، والرابع بين فرق الليجا، بينما مستوى دفاعه بتلقي 22 هدفاً هو التاسع بين فرق المسابقة.
إهانات دوري أبطال أوروبا
برشلونة تعرض لأكثر من هزيمة مهينة في دوري أبطال أوروبا أدت لهبوطه المباشر إلى الدوري الأوروبي، ويكفي القول إن الفريق لم يسجل إلا هدفين في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا خلال مباراتي دينامو كييف الأوكراني، بينما فشل في التسجيل في 4 مباريات ضد بايرن ميونخ الألماني وبنفيكا البرتغالي.
البارسا خسر في 3 مباريات من الأربعة 3-0، منها مرتان ضد بايرن ميونخ ومرة من بنفيكا، وتعادل سلبياً مع بنفيكا في كامب نو.
قبلها كان الفريق خسر 1-4 من باريس سان جيرمان الفرنسي في كامب نو في ثمن نهائي نسخة العام الماضي في فبراير/ شباط 2021، وهي الهزيمة التي مهدت لخروجه المبكر من البطولة العام الماضي، وهو الخروج الذي كان متوقعاً تكراره حال نجح الفريق في التأهل للدور الثاني هذا العام.
