[title]صانع الملوك[/title] ويعقد حزب العدالة والبناء اجتماعات بانتظام، وله زعيم منتخب وباتت قوته صانعة الملوك أثناء اختيار رئيس الوزراء الليبي، مما حال دون تولي المنصب من قبل مرشحين لا يكنون له الود. ويأمل زعماء الحزب أن يستغلوا قوتهم الكبيرة لسن قانون انتخابات ذي سمة إسلامية. ولم يحصل الحزب إلا على 17 مقعدا من أصل مقاعد البرلمان الثمانين المخصصة للتنافس عليها بين الأحزاب, أما في ما يتعلق بالمقاعد الـ120 المخصصة للمتنافسين المستقلين فقد انضم نحو ستين منهم إلى القاعدة الانتخابية للإخوان المسلمين. أما في خارج طرابلس فالإخوان ممثلون في العديد من المجالس المحلية، وهم الأفضل كفاءة في الدولة الجديدة, ففي مصراتة -ثالثة أكبر المدن- تمكنوا من الإطاحة برئيس البلدية المنتخب. وفي هذا السياق، يقول عضو المجلس البلدي في بنغازي عمر سلاك "ربما سنفوز في نهاية الأمر، ولكن علينا العمل على قلب رجل واحد". وتقول المجلة إن معظم زعماء الحزب من الأكاديميين ورجال الأعمال، وهم يحاولون أن يبدو كمعتدلين ويتكلمون بحرارة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والفصل بين السلطات. [title]هاجس الأسلمة[/title] يقول أحد كبار أعضاء الحزب في بنغازي ويدعى رمضان الدارسي، إن "هاجس الخوف من الأسلمة له ما يبرره، ولكن علينا في البداية بناء دولة حديثة، ولن يكون هناك أمر جديد أو مروع نجبر الناس على فعله". وعندما سئل الدارسي عن منظمة أنصار الشريعة التي تتهم بالتطرف وقتل السفير الأميركي في بنغازي قبل نحو أربعة أشهر، قال "علينا إجراء نقاش أو حوار معهم". وحسب المجلة، فإن مثل هذه التوجهات جعلت بعض الليبيين يشكون في نوايا الإخوان، ولكن معظم الليبيين لا يلقون باللائمة على الإسلاميين في مقتل السفير الأميركي. وما زالت الأحزاب السياسية حديثة العهد في ليبيا بعدما حظرها الملك إدريس السنوسي عام 1952، بينما منعها القذافي بالكامل واصفا إياها بأنها مسببة للسرطان. وترى إيكونوميست أن ما يذكي الشك في ليبيا الحديثة هو النفور القوي من الأحزاب السياسية والجلبة التي تحدثها خلال صراعاتها الصاخبة, فالعديد من الأحزاب تلجأ إلى العنف وتفضل اللجوء إلى التوافق بخصوص صنع القرار الخاص بالسياسة القبلية.