أثار لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس" ردود أفعال شعبية غاضبة، ترجمها الشارع الفلسطيني عبر منشورات وتغريدات على منصات التواصل الاجتماعي.
وحملت تلك المنشورات هجوما واضحا على عباس، واتهامه بالخروج عن الصف الوطني والسعي وراء مكاسب "شخصية، اقتصادية"، على حساب القضايا الوطنية المركزية.
وقال الصحفي احمد بيتاوي في منشور له على صفحته "صباح الانجازات العظيمة والانتصارات الكبيرة التي يتغنى بها الشعراء، صباح انتزاع الحقوق من بين أنياب المحتل".
واستدل على ذلك بما نشرته الصحف العبرية، بأن غانتس قدَّم لأبو مازن ووفده 100 مليون شيكل من أموال الضرائب بشكل مبكر، و600 تصريح إضافي لرجال الأعمال و500 تصريح إضافي للدخول بالسيارة للداخل المحتل وعشرات تصاريح VIP لمسؤولي السلطة.
وتابع "طبعا، حسين الشيخ يقول إن اللقاء أكد على أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية!".
لم يكن الصحفي الوحيد الذي انتقد اللقاء وما خرج به من نتائج، فالصحفي سامي الساعي، نشر قائلا: "سرقوا زيتوننا وزيتنا وتراثنا ... وقدموه لنا كـ(هدية)... في إشارة إلى زجاجة من زيت زيتون إسرائيلي فاخر قدمه غانتس للرئيس عباس.
وكذلك الصحفي رومل شحرور، فقد انتقد نتائج اللقاء قائلا: "مصيبة اذا تحولت السلطة لمجرد عمل تسهيلات.. ويا ريت هذه التسهيلات لعامة الشعب، بل لما يسمى النّخبة السياسية والاقتصادية، يا رب أكون غلطان".
بدوره، انتقد رئيس لجنة الحريات في الضفة الغربية خليل عساف ما خرج من نتائج، قائلا: 600 تصريح جديد Vip! هل تعتبرونه إنجازا حقيقيا؟ وتساءل "كم سيكون ثمن التصريح! سلموا على الشهداء ...سلموا على الأسرى.
أما المعارض السياسي احمد فراسيني، فرأى أن مجرد انتقاد سلوك ابو مازن وجماعته لن يكون له أثر كبير، دون حراك حقيقي لازاحتهم ونزع الشرعية عنهم. وقال "مرة جديدة يخون أبو مازن وعصابته نضالات شعبنا في كل أماكن تواجده، ومن جديد سنبدأ بالسخرية والتهكم والنقد دون حراك حقيقي يعمل على ازاحة هؤلاء ونزع الشرعية عنهم وعن كل ما وقعوا عليه من اتفاقيات". وتابع "أي خطوة تقوم بها فرقة الانتهازية والدجل تستحق ثورة شعب بكل أركانها ضد نظام غير شرعي يبخس بمقدرات شعبه ويهين كرامته ويستهين ببطولاته ولا يحسب حساب ولا يخشى مراقب ولا قانون.. ما هي الخطوة التي يمكن أن يقدم عليها عباس وزبانيته يمكن ان تستفزنا اكثر وتدفعنا لحراك الخلاص منه؟
من جهته، عقد الناشط عبد الرؤوف خضر مقارنة بين غانتس وأبو مازن.. وتابع "بحسبة الورقة والقلم على المستوى الشعبي، فشحص مثل بيني غانتس في الميزان هو رجل وطني حمل السلاح وقدم تضحيات كبيرة من أجل قضيته وكيانه حتى أنه كان على بعد دقائق من الموت خلال عدوان 2014 بعد أن أصابت قذيفة هاون مجموعة من الضباط كان معهم قبلها بدقائق".
وأضاف "بالمقابل أبو مازن متفاخر جدًا بكونه لم يطلق رصاصة ولم يقدم لشعبه سوى أوسلو والتنسيق الأمني والاتفاقيات الاقتصادية المجحفة وملاحقة الوطنيين واستهداف كل ما يمس الشعور الوطني الفلسطيني .. اذن، المقارنة غير عادلة نهائيا.
أما الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، فذهب للحديث عن تأثير اللقاء على جلسة المجلس المركزي الفلسطيني المرتقبة في يناير القادم.
وكتب على صفحته "لا تعقدوا المجلس المركزي، فقراراته نُسفت في اللقاء !!! وكم من قرارات نُسفت بدون لقاء!!!