تناولت الصحف البريطانية التدخل الفرنسي في شمال مالي لطرد المسلحين الإسلاميين بعد سيطرتهم عليها قبل أكثر من عاما متسائلة عن " جدوى التدخل الفردي الفرنسي في مالي ، مشيرة أيضا إلى أن فرنسا تعول على أموال الخليج في نجاح حملتها العسكرية في واحدة من مستعمراتها إبان الاحتلال. وتساءلت صحيفة الديلي تليغراف في مقال لها هل يمكن انقاذ مالي من الإسلاميين؟ "وهل يمكن لرئيس فرنسا فرانسوا هولاند، الذي ارسل قوات الى مالي للحيلولة دون تحولها الى دولة ارهابية، النجاح في ذلك منفردا؟ ويقول المقال إنه في الوقت الذي تصل فيه مئات من القوات الفرنسية إلى مالي لقتال "(الجماعات الارهابية)" المدعومة من القاعدة، فمن الصعب ألا نشعر أننا نرى مشهدا مكررا. ويوضح "أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، المنبثق عن القاعدة، وحلفاءه من قبائل الطوارق يسيطر على مساحة شاسعة تبلع 300 الف ميل مربع شمالي مالي، يوجد بها قواعد عسكرية واسلحة ومنشآت تدريب عسكري". ووفق الصحيفة البريطانية "فإن فرنسا، التي كانت مالي إحدى مستعمراتها، لم ترد ان تحكم القاعدة سيطرتها على مالي، ولذلك شعرت ان من الواجب عليها التدخل العسكري. ورأت أنه إذا كان هدف هولاند محدودا، ولا يتعدى اضعاف قوة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حتى يتم تشكيل قوة إفريقية لإعادة توحيد مالي، فإن التدخل الفرنسي لن يكون أكثر من وضع ضمادة على جرح غائر ينزف دون علاج سبب النزيف. ولكن إذا كانت فرنسا مستعدة لشن هجوم موسع لطرد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، فإن هذا سيتطلب قتالا بريا شرسا والتعرض للخطورة، وقوع خسائر بشرية كبيرة ، وحتى يتحقق هذا الهدف، فستحتاج فرنسا لمساعدة كبيرة من شركائها في حلف الأطلسي، وهو أمر صعب التحقيق في الوقت الذي تركز فيه قوات الأطلسي على الانسحاب من أفغانستان. وتقول صحيفة الاندبندنت في تحليل أعده باتريك كوبير إنه "طالما تدفقت الأموال، فلن ينزعج الغرب من أيدولوجية الأنظمة الملكية في الخليج". ويشير كوبيرن إلى أن فرنسا تتوقع أن تساعد دول الخليج حملتها على "الجهاديين الاسلاميين" في مالي، حسب ما صرح لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي. ويوضح الكاتب البريطاني أن الولايات المتحدة والدول الغربية طالما تطلعت لدول الخليج لتمويل مشاريعها في العالم الاسلامي وغيره من المناطق. وفي بعض الاحيان يكون التمويل مباشرا مثل المساعدات المالية والعينية التي قدمتها قطر للثوار الليبيين عام 2011. وفي بعض الأحيان يكون التمويل بطريقة غير مباشرة مثل دعم المجاهدين الافغان في قتالهم ضد القوات السوفييتية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.