لست مجبرا أن استنشق زفير دخانك سيدي الفاضل .... لست مضطرًا أن استنشق في اليوم من خمس إلى سبع أنواع دخان لكي تدخل إلى صدري رغماً عن أنفي ... لست دكتاتوريا بالقدر الذي أطالب فيه احترام حريات الآخرين. إنه الكيف ... هكذا رد علي من كان بجانبي في سيارة الجنوب حينما كنت متوجها لخانيونس, بكل أدب طلبت من سيادته أن يطفئ السيجارة والتي في لحظات اشتعالها الأولى في المقعد الخلفي لسيارة "7راكب", فأجابني : "ما بدي أطفيها؟! " لم أكن أنا الوحيد في السيارة, فمعي طلاب وطالبات وموظفين عائدين. إن مشكلة الدخان تلك مربوطة ارتباطا وثيقاً بالمزاج أو ُقل بالكيْف ... ولكن لا أدري لماذا لا يأتي الكيْف لدى الراكب إلا حينما يركب السيارة ؟ ثم فترة الكيف لا تتجاوز الربع ساعة وتنتهي! يملئ فيها كيفه ويعطل "كيْف" الباقين ممن بجانبه !! . إن معيار الحرية مربوط بعدم إيذاء الأخرين, لا تتناقض مع " مبادئ الكيْف", لذلك تسعى الدول المتقدمة حقيقية لمنع التدخين في الأماكن العامة . دخلت في إحدى المرات عيادة لأحد الأطباء افتكرت نفسي داخلاً على "كفي شوب", على كراسي الانتظار هناك مدخنٌ "واحد فقط" ملامح وجهه تخفي مشكلة قادمة لمن يريد أن يعترض على سيادته وهو يدخن بشراهة, كأنه يخوض معركة العودة بينه وبين السيجارة, ودخان السيجارة يحوم في المكان, والمصيبة أنه جاء يتعالج لحموضة زائدة في المعدة , والتي من أهم أسبابها الدخان!!. اليوم الكلُّ مطالبٌ الحكومة أولاً والمرشدين, والمثقفين, والمهتمين لنشر ثقافة " لا للتدخين في الأماكن العامة"
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.