من تقليب لصفحات كتب الدين والأحاديث النبوية إلى تقليب لأرغفة الخبز والعجين، هذا هو الحال الذي وصل إليه الشاب الشيخ الغزي وحامل رسالة الدكتورة في الفقه المقارن، محمود عبد المعطي مقاط (34 عامًا)، الذي أنهى دراسة البكالوريوس ومن ثم الماجستير ومن بعدها دراسة الدكتوراه.
حاله كحال الكثير من رفقاء سنه الذين يسعون جاهدين لإيجاد قوت يومهم في ظل البطالة المقيتة والمتكدسة التي يعاني منها قطاع غزة، لكن ما يميز الشيخ مقاط أنه سعى لكسب رزقه بالحلال على الرغم من قلته.
وهذا الشأن يختصر الشاب مقاط قصته بالقول: "التحقت بجامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم في السودان (رسالة دكتوراة أولى)، ومن ثم التحقت بجامعة طرابلس (رسالة دكتوراة ثانية) وأتممت كلى المرحلتين بكل نجاح".
ويضيف: "حتى لا أكون متسولاً وحتى أكون من أصحاب اليد العليا التي أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "اليد العليا خير من اليد السفلى"، لجأت للعمل في مخبز للطابون.
وعن طبيعة عمل الشاب مقاط في مخبز الطابون المتواضع قال: "إن طبيعة عملي هي "تشليع الفراشيح"، أي فرد كل كرة عجين على شكل دائرة رقيقة، إضافة إلى القيام بعدها، بعد نضجها.
ويكمل: "بعد تمكني من العمل وكسب الرزق الحلال تحسنت نفسيتي وتشجعت لقراءة أضعاف الصفحات التي كنت أقرئها قبل أن اعمل في هذا المخبز المتواضع".
ويطمح مقاط أن يحصل على المكانة الخاصة التي تليق بالشهادة الدراسية العلمية التي حصل عليها، متمنياً أن يتوفر لكل خريج من خريجي قطاع غزة العمل والمكان المناسبين.
