قال الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، إن هناك سياسة تعتيم واضحة من الاحتلال الإسرائيلي، وعدم تعقيب واضح عما كشفه جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، عن كشف أحد عملاء الموساد والمتهم باغتيال الشهيد الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا عام 2018.
ويرى لافي في حديث لـصحيفة ”وطن” القطرية، أن التعتيم من الأساليب الإسرائيلية المعروفة في مثل هذه الاحداث. خاصة إذا ما كات هناك ضربة موجعة لأجهزة أمن الاحتلال؛ لأن سيف الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام الرسمية في “إسرائيل” يمنع نشر هذه الاخبار التي تظهر ضعفا أمنيا أسرائيلياً.
تجاهل ونكران
وبالرغم من ذلك، وفق لافي، فإن الأمر لم يخلُ من بعض التعليقات الاسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي؛ بأن هناك ضربة موجعة للأمن الإسرائيلي. دون الدخول في التفاصيل التي من المتوقع ان تتناولها وسائل الاعلام العبرية خلال الأيام المقبلة. ولكن، بشكل محدود.
ويعتقد المحلل حسن لافي أن الإعلام العبري موجه، ولن يظهر هزيمة اسرائيلية. خاصة أن تفاصيل وخيوط قضية اعتقال عميل الموساد ما زالت في بدايتها. والتفاصيل الأخرى لم تظهر بعد. فيما يحاول الأمن الإسرائيلي أن يقوم بالتجاهل أو النكران؛ حتى لا يأخذ الأمر أي بعد يؤثر على الجمهور الإسرائيلي.
صراع مع الموساد
واليوم، وفق لافي، فإن الحديث ليس فقط عن صراع أدمغة بين مخابرات الاحتلال ”الشاباك” وبين المقاومة الفلسطينية. بل إن الأمر امتد ليصل إلى صراع بين المقاومة وجهاز الأمن الخارجي ” الموساد“؛ وهو جهاز محاط بسرية عمل عالية ومختلفة عن أجهزة الأمن الإسرائيلية الأخرى.
خاصة أن هذا الجهاز، وفق لافي، يوصف بأنه اسطورة. وكان تلقى خلال الفترة القليلة الماضية عدة ضربات افقدت ثقة الجمهور الإسرائيلي فيه؛ منها: فضائح رئيس جهاز الموساد السابق، وانتحار ثلاثة من قادة الجهاز. لذلك فإن الجمهور الإسرائيلي اليوم غير متقبل أن يسمع خللا جديدا في عمل هذا الجهاز.
تطور أمني فلسطيني
ويرى لافي أن هناك في المقابل وضوح في تطور عمل أجهزة الأمن الفلسطينية وعلى رأسها المقاومة، التي أثبتت من جديد قدراتها الاستخباراتية، التي لم تعد تنحسر فقط في قطاع غزة. بل أصبحت تعمل في الساحات الخارجية؛ فعندما تتبع عميل لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة فإن هذا يعني نفسا طويلا للعمل. إضافة إلى قدرة على جلب المعلومات من الساحات الخارجية وربط الأحداث ببعضها وصولا لقطاع غزة.
وواضح جدا، وفق لافي، أن أساليب جهاز الموساد مختلفة عن العمل الداخلي مثل جهاز “الشاباك“، الذي للمقاومة الفلسطينية القدرة اليوم على التعامل معه. وهو انجاز هام ويشير إلى ارتقاء مفهوم وعقيدة الأمن الفلسطيني.