الانفصال بين رجل وامرأة مؤلم، خاصة عندما يكون متبوعا بفترة عزوبية طويلة؛ إذ يمكن أن تكون الآثار الصحية في هذه الحالة مدمرة، فوفقا لدراسة دانماركية نُشرت في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع؛ يكون الرجال أكثر تضررا من النساء في مواجهة هذه التقلبات الحياتية.
وفي مقال نشرته مجلة "لوبوان" (lepoint) الفرنسية قالت إن باحثين من جامعة كوبنهاغن اكتشفوا مستويات أعلى من الالتهاب في الدم لدى الرجال غير المتزوجين، الذين عانوا من عدة انفصالات مقارنة بالنساء اللاتي عشن الموقف نفسه.
ولإجراء البحث قام فريق البروفيسور ريكي لوند بجمع بيانات 4612 شخصًا من الجنسين، آخذين في الاعتبار عدد حالات الانفصال التي حدثت لهم.
وبعد ذلك واصل الباحثون العمل بالطريقة نفسها على مجموعة أخرى مكونة من 4835 شخصا من الجنسين أيضا، وركزوا هذه المرة على عدد سنوات الشعور بالوحدة، وقد تراوحت أعمار المشاركين بين 48 و62 عامًا، وغطت المعلومات التي تم جمعها فترة زمنية واسعة، من سنة 1986 إلى 2011.
وبعد مقارنة النتائج؛ توصل الباحثون إلى نتائج مذهلة، مفادها أن علامات الالتهاب كانت أعلى لدى الرجال الذين عانوا من حالات انفصال أكثر؛ حيث كان معدل الالتهاب أعلى بنسبة 17% لديهم مقارنة بالمجموعة المرجعية، والتي كانت مكونة من أفراد لا يعانون من الوحدة.
أما بالنسبة لأولئك الذين عاشوا بمفردهم لفترة طويلة (7 سنوات أو أكثر)، كان المعدل أعلى بنسبة 12%، وقد تم أخذ عوامل أخرى في الاعتبار في هذه الدراسة، كالعمر، والصدمات التي تم التعرض له، ومستوى التعليم، وجنس الأفراد.
وبين البروفيسور ريكي أنه لم يجد عند النساء أي علاقة بين العزوبية والانفصال المتكرر ومستويات الالتهاب، ومع ذلك فقد تعامل مع هذه المعلومات بحذر، مشيرًا إلى أن الرجال يميلون إلى إظهار آلامهم من خلال الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر (الشرب أو الإدمان)، بينما تستوعب النساء مشاعرهن أكثر، وفي أسوأ الحالات يمكن أن يقعن في الاكتئاب.