نقل المستشرق الإسرائيلي يوني بن مناحيم، عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية متطابقة قولها إنّ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس يسعى للقضاء سياسيًا على الأسير والقياديّ في حركة فتح، مروان البرغوثي، لافِتًا إلى أنه بالنسبة لعباس، هذه فرصة مناسبة وجيدة لتأسيس قيادته والقضاء على خصومه السياسيين داخل الحركة التي انتفضت ضده العام الماضي خلال الاستعدادات للانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ألغاها في نهاية المطاف عباس نفسه في نيسان (أبريل) الماضي. بحجة أن الاحتلال لا يسمح بإجراء انتخابات في القدس الشرقية.
وتابع المستشرق الإسرائيلي، الذي كان برتبة ضابط رفيع في جهاز الأمن العام (الشاباك)، وخدم فترة طويلة في الضفة الغربية، تابع قائلاً إنّه بحسب مصادر فتح ، فقد وضع رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس لنفسه هدف القضاء سياسيًا على مروان البرغوثي، العضو البارز في الحركة الذي يقضي 5 أحكام بالسجن المؤبد في سجن إسرائيليّ، وتحداه وينوي الترشح ضده في الانتخابات الرئاسية.
ومضى قائلاً في تحليلٍ نشره على موقع (نيوز وان) الغخباريّ-العبريّ، إنّ مقرّبي محمود عباس يتهمون البرغوثي بالتخريب ضدّ رئيس السلطة الفلسطينية وإضعاف حركة فتح ومحاولة تقسيمها مع محمد دحلان المنافس اللدود لمحمود عباس وناصر القدوة وزير الخارجية السابق وابن شقيق ياسر عرفات.
وشدّدّ المُستشرِق نقلاً عن ذات المصادر، شدّدّ على أنّ عقد مؤتمر فتح الثامن مهم جدًا لمروان البرغوثي لمحاولة تعزيز موقفه، وأنّ البرغوثي ينتظر بفارغ الصبر تبادل أسرى الحرب بين حماس و"دولة" الاحتلال بعد أنْ تعهدت قيادة حماس بمطالبة الاحتلال بالإفراج عنه كجزء من الصفقة، على حدّ تعبيره.
وأضاف أنّه إذا أعيد انتخابه في اللجنة المركزية لحركة فتح، فإنّ هذا سيُعزِّز بشكلٍ كبير مكانته كواحد من الخلفاء المحتملين لمحمود عباس.
ورأى المستشرق الإسرائيلي أن البرغوثي يحظى بشعبية كبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان المهندس (!) للانتفاضة الثانية ولقب “نيلسون مانديلا الفلسطينيّ”، وهو يتصدر استطلاعات الرأي العام الفلسطيني باعتباره المرشح الرئيسي لخلافة محمود عباس.
ووفقًا للمصادر الرفيعة في حركة فتح، يشعر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس بقلقٍ بالغ إزاء نفوذ مروان البرغوثي على الأرض وتحالفه مع محمد دحلان، ويقود تحركات منذ عام 2011 بهدف القضاء على مروان البرغوثي سياسيًا.
وبحسب مصادر بارزة في فتح، “طلب محمود عبّاس من إسرائيل عدم الإفراج عن مروان البرغوثي في إطار “صفقة شاليط”، وعمل على إحباط الإضراب الكبير عن الطعام للسجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية في عام 2017 بقيادة مروان البرغوثي وأوقف الدعم المالي للسجناء الفلسطينيين، وفي مقدّمتهم “نادي الأسير الفلسطينيّ”، الذي يُعتبر أحد معاقل مروان البرغوثي في الضفّة الغربية”.
من ناحيتهم، نقل المُستشرِق عن شركاء مروان البرغوثي قولهم إنّه أنه حتى هذه الأيام يعمل محمود عبّاس مع قوات الأمن الإسرائيلية والأمريكية، من خلال اللواء ماجد فرج، لمنع إطلاق سراح مروان البرغوثي في إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين الاحتلال وحماس.