لقي 7 أفراد من أسرة واحدة، مصرعهم، في مصر، إثر تسرب غاز في منزلهم، في واقعة أثارت حزن وتعاطف الكثيرين.
ويروي أيمن شحاتة، أحد جيران الأسرة وهو شاهد على الواقعة المؤلمة؛ تفاصيل ما حدث، لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا إن ابن خالة رب الأسرة المتوفي ويدعى طارق، هو من اكتشف المأساة، لأنه يقيم معهم في نفس العقار .
وأشار إلى أن طارق لاحظ أن محرك "موتور" المياه يعمل باستمرار بينما لا توجد مياه داخل العقار، فقام بالصعود لجميع الشقق لمعرفة من يقوم بتشغيل "الموتور".
وأضاف الشاهد: "ابن خالة المتوفي قام بطرق باب شقة الأسرة فلم يرد، فقام بفتح الباب واستنشق رائحة الغاز، ليكتشف أن السخان به اشتعال من الخارج، من ناحية غرفة الاشتعال، نظرا لطول فترة استخدامه، مما أدى إلى تلف خاصية فصل الغاز أوتوماتيكيا".
وتابع أنه عند دخوله المنزل واكتشافه الحادث قام بالصراخ؛ لكونه وجد الجثث في حالة تجمد في أماكنها.
واختتم حديثه قائلا: "وجدنا الأب والابنة جالسين على الأريكة في غرفة المعيشة، والأم والابنة الأخرى في غرفة النوم، وآخر ملقى أمام الحمام، أما آخر اثنين فوجدناهما في غرفة النوم الخاصة بهما".
وتلقت غرفة النجدة بالقاهرة بلاغا يفيد بوجود حالات وفاة داخل شقة بمنطقة الشرابية، وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتبين أن الجثث لـ7 أشخاص من أسرة واحدة، هم الأب محمد الذي يعمل مديرا لمدرسة (58 سنة)، وزوجته منال (51 سنة)، والأولاد سارة (26 سنة) معلمة، وعمر (23 سنة) طالب بكلية الهندسة، وعاطف (19 سنة) طالب ثانوية، وسما (15 سنة)، وسمية (13 سنة)، وقد فارقوا الحياة، نتيجة تعرضهم لاختناق بسبب تسرب الغاز.
في هذا السياق، كشف أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بكلية طب القصر العيني، الطبيب محمد منيسي، أنه عند تسرب الغاز، المعروف علميا باسم أول أكسيد الكربون، فإن الوفاة تحدث دون الشعور بالاختناق.
وأشار المنيسي في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "الغاز السام لا يشعر به أحد، إذ ليست له رائحة، والضحايا لا يشعرون بأنهم يختنقون".
وغاز أول أكسيد الكربون هو غاز سام عديم الرائحة وعديم اللون. ونظرا لأنه من المستحيل رؤية الأبخرة السامة أو تذوقها أو شمها، يمكن لغاز أول أكسيد الكربون قتل الإنسان قبل أن يدرك وجوده في المنزل.
وتختلف آثار التعرض لغاز أول أكسيد الكربون بصورة كبيرة من شخص لآخر استنادا إلى العمر، والصحة العامة، ومدى تركيزه، وطول مدة التعرض له.
وقال الطبيب المصري إن "هذا الغاز يتسبب في قتل آلاف الأشخاص حول العالم سنويا، وتحدث معظم الوفيات والأشخاص في حالة يقظة مثلما حدث في واقعة الشرابية".
وشدد المنيسي على ضرورة "قيام المواطنين بتهوية الأماكن جيدا واستخدام وسائل حديثة ذات إشعال ذاتي، كما يجب أن يكون داخل كل منزل جهاز حساسات الغاز".