لا يختلف اثنان على أن الأوقات الجميلة تسير بسرعة, والأوقات الصعبة تمضي كما السلحفاة, وهذا كله عائد للحالة النفسية الناتجة عن طبيعة العمل الذي يقوم به الانسان. كنت ولا زلت أنادي بأن يدرس الانسان ما يحب, ليتخّصَّصَّ فيما يحب, فيعمل فيما يحب, ليبدع ويحقق النجاح المطلوب - وإن كانت النتائج تقول أن 80% من الشعب الأمريكي يعمل خارج تخصصه – . حدثني صديق لي (فأضحكني) حينما أشار إلى أن محاضرته في أحد الجامعات في الدراسات العليا يشعر وكأنها شهر بالكامل, وأضاف: أغمض عيني في النصف الثاني من المحاضرة تكون الساعة قريبة علي الخامسة مساءً, لأفتح عيني بعد فترة فأرى أن الساعة لا زالت قريبة من الخامسة. إن ساعات الصبح الغالية وخصوصاً النصف ساعة الأخيرة التي تسبق استيقاظنا تمضي بسرعة هائلة, ترى الساعة السادسة فتقول في قرارة نفسك بقي من الوقت نصف ساعة, ما أن تغمض عينك حتى يوقظك المنبه, لم يمضي من الوقت إلا بضع دقائق حسب سيكولوجية السعادة التي عشتها في هذه اللحظات, ولكن "قم يا حبيبي جاء وقت العمل" تمضي النصف ساعة بثلاث دقائق. وحُدثت كذلك بأن الساعات الست الأولى من العمل لا نشعر بِهَمِّهَا كما نشعر بِهَمْ العشر دقائق الأخيرة, لأن العقل في تلك اللحظة قد لا يستوعب سوى برنامج النوم أو الغذاء, لذلك ترى أكثر المواضيع جاذبية للنفس في الساعة الأخيرة معظمها اجتماعية وخارج إطار العمل. لقد بات اختيار التوقيت, والحالة النفسية للإنسان لعقد أي محاضرة, أو ندوة علمية, أو للقيام بأي عمل مطلباً ضروريًا يجب أن يؤخذ بالاعتبار لتحقيق النجاح في هذا العمل . إن ارتباط مدة الوقت قائمة بطبيعة العمل الذي نحب, فإن أحببناه قَصُر الوقت وكَثُرَ الناتج, والعكس صحيح, وكثيراً ما يكون الايجاز والاختصار وإيصال الفكرة بسرعة أحب للقلب, ويبقى الروتين عدواً لنا حيث يطُولْ الوقت, ويَقِلْ الناتج.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.