مع تزايد سياسة التضييق التي تمارسها السلطة على المواطنين في الضفة الغربية، والمتمثلة في رفع الأسعار بدرجة كبيرة، وزيادة معدل البطالة، والقمع السياسي، وعدم قدرتها على وقف حالة الفلتان الأمني، بدأ الشارع يتحرك ضد تلك الإجراءات المقصودة، ومطالبة السلطة بالرحيل.
وشهدت مدينة الخليل جنوب الضفة، أولى التحركات الشعبية، إذ احتشد الآلاف أول من أمس، وسط المدينة؛ احتجاجًا على غلاء الأسعار بفعل فرض الحكومة ضرائب جديدة على السلع.
وخلال التظاهرة الكبيرة تعالت شعارات المواطنين المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، وتوفير الأمن للموطنين، ورحيل القيادة الحالية للسلطة، ومحاسبة الفاسدين.
الناشط السياسي، صهيب زاهدة، أكد أن ما حدث في مدينة الخليل من تظاهرات شعبية حاشدة، جاءت بعد حالة اختناق وضغط نفسي مر بها الشارع الفلسطينية، نتيجة إجراءات السلطة ضد المواطنين على مدار السنوات الماضية.
وقال زاهدة في حديثه لـ"صحيفة فلسطين": "المواطن بالضفة الغربية بدأ يشعر بالخطر من ناحية أمنه الاقتصادي والاجتماعي، والشخصي، لذلك بدأ في التحرك والنزول للشارع ليعبر عن غضبه".
وأضاف: "ما بدء يحدث في الضفة من نزول المواطنين للشارع، كان نتيجة لتراكمات سياسية السلطة، وتحالفاتها العشائرية لاستمرار الفلتان الأمني، فما يحدث هو اقتتال بين أقطاب السلطة".
وأوضح زاهدة أن حالة السخط الحالية في شوارع الضفة ستكون بداية للانفجار الشعبي المتوقع أن تشهده جميع مدن الضفة الغربية خلال الوقت القريب.
وأردف بالقول: "وفق جميع المؤشرات فالكرة تتدحرج نحو الانفجار في جميع مناطق الضفة الغربية، إذ إن الفساد مستمر، والسياسات والقمع، ورفع الأسعار، تشهده جميع مدن الضفة".
وبين أن الناس التي خرجت للشارع لديها مطالب واضحة، أبرزها وقف رفع الأسعار بشكل نهائي على أي مادة أو منتجات وجميع أنواع وقود السيارات، وخفض أسعار شركات الاتصالات الخليوية الفلسطينية إلى 70%، وتعديل أسعارها الخيالية التي أنهكت المواطن الفلسطيني أسوة بشركات الدول المجاورة.
بدوره، أكد الناشط جهاد عبدو، أن ما حدث في الخليل من تظاهرات ضد موجة الغلاء، وزيادة الضرائب، وزيادة قمع السلطة، وانتشار حالة الفلتان الأمني، تعد مؤشرا أوليا لمجموعة كبيرة من التظاهرات ستشهدها مدن الضفة.
وقال عبدو، "إن الوضع العام في مدن الضفة الغربية متوتر بشكل كبير، إذ إن الناس فقدت الأمل خاصة مع انتشار الفساد بشكل كبير في جميع أرجاء المؤسسات". وأضاف عبدو: "الفساد سيدمر الوضع في الشارع ويدفع الناس للانفجار بشكل سريع، فكما نزل الناس في الخليل، سينزلون في بقية المدن، وتشهد تظاهرات عارمة ضد سياسات السلطة بشكل عام". وأوضح أن من أسباب قرب انفجار الشارع في الضفة الغربية، هو استمرار الفلتان الأمني، وعدم وجود جدية لدى قيادة السلطة في إنهاء هذه الظاهرة، مضيفاً: "بل تسعى السلطة لتعزيز هذه الحالة وزيادة التوتر بين العشائر".
وأشار إلى أن السلطة وعناصر حركة "فتح" في الضفة هم فقط من يمتلكون الأسلحة، وهم من يطلقون النار، ويساهمون في بقاء الفلتان الأمني لأطول مدة.
وشدد على أن السلطة مطلوب منها دعم المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والحليب، ودعم المزارعين الفلسطينيين وتمكينهم وتطوير أدائهم، وزيادة إنتاجهم لتلبية حاجات السوق الفلسطيني.