حرضت صحيفة يمينية بريطانية، الخميس، على طلاب في جامعة "كامبريدج" الشهيرة ونشطاء تضامنوا مع فلسطين داخل حرمها، في فعالية أقاموها الثلاثاء الماضي.
جاء ذلك على صدر الصفحة الأولى لصحيفة "جويش كرونيكال" المقربة من "إسرائيل"، التي تعبر عن وجهة نظر اللوبي الصهيوني في بريطانيا.
واتهمت الصحيفة الناشطين والطلاب المتضامنين مع القضية الفلسطينية بالهتاف لحركة حماس، محرضة عليهم، لا سيما أن القانون البريطاني يجرم الحركة الفلسطينية هذه، ويعتبر أن الانتماء أو حشد التأييد لها أو ارتداء ملابس يمكن أن تعبر عن دعمها بمثابة جريمة جنائية تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات كحد أقصى ودفع غرامة مالية أو إحدى العقوبتين.
إلا أن الفعالية الاحتجاجية المذكورة لم يجر فيها رفع شعارات لحماس، وإنما هتفت لفلسطين، وكذلك نددت بالعنصرية الإسرائيلية وأشادت بتقرير منظمة العفو الدولية، التي حضرت عنها ممثلة لها بين المتظاهرين.
وتظاهرت أعداد كبيرة من طلاب الجامعة الثلاثاء الماضي، تقودهم "جمعية التضامن مع فلسطين" المكونة من طلاب في جامعة كامبريدج، بسبب زيارة سفيرة الاحتلال لدى بريطانيا، تسيبي حوتوفلي، إلى حرم الجامعة.
ورفع الطلاب والنشطاء شعارات "الصمت تواطؤ، القبول تواطؤ"، واصفين "إسرائيل" بأنها دولة فصل عنصري، ومدينين ما أسموه "تبييض الجرائم ضد الإنسانية".
ووصفت صحيفة "جويش كرونيكال" الفعالية في تقريرها الذي ترجمته، بأنها تعبر عن "معاداة السامية"، وأن ما شهدته جامعة كامبريدج عبارة عن "مشاهد مخزية"، وأن ما تضمنته هو "مدح للإرهابيين"، وفق قولها.
وهاجمت الصحيفة كذلك ترديد المتضامنين مع فلسطين شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة"، الذي سبق أن أثار بسببه وزير التعليم ناظم زهاوي جدلا بشأنه، حيث وصفه بأنه شعار "معاد للسامية"، وربطه بحركة حماس.
وقال إنه يجب على الجامعات تنبيه الشرطة إذا ما سمعت هذا الهتاف.
وسبق أن رد رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا، حسام زملط، على شيطنة وزير التعليم البريطاني ناظم زهاوي لشعار "فلسطين من البحر إلى النهر".
وتساءل: "منذ متى أصبحت (من النهر إلى البحر) شعار حماس؟ هل الحكومة البريطانية تجرم التضامن الفلسطيني؟ أم إنها تحاول فقط محو التاريخ الفلسطيني؟".
وقالت الصحيفة إن وزراء في الحكومة تعهدوا بالعمل على متابعة ما حصل في الفعالية المذكورة، بحجة "ترديد شعارات مؤيدة لحماس"، وفق قولها.
ونقلت أن النائب أندرو بيرسي، رئيس "المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب المناهضة للسامية"، قال إنه سيناقش الحادثة مع مسؤولي الجامعة.
وقال: "تحتاج جامعة كامبريدج إلى التحقيق في استخدام هذا الشعار (من النهر إلى البحر) لتحديد ما إذا كان أي من طلابها متورطا، وإذا كان الأمر كذلك، فما الإجراء الذي يخططون لاتخاذه ضدهم".
وادعى أن المشاركين في الفعالية استخدموا "شعارا محبوبا جدا للإرهابيين"، محرضا على محاسبة أي طالب شارك في ترديدها.
ونقلت كذلك عن وزيرة الجامعات ميشيل دونيلان قولها كذلك: "يجب ألا تتسامح الجامعات مطلقا مع العنصرية المعادية لليهود في الحرم الجامعي. وأحث قطاع التعليم العالي على المضي قدما حتى يكون لديهم الأدوات المناسبة لمعالجة هذه القضايا".
وكان وزراء وسياسيون في الحكومة والمعارضة، بينهم زهاوي، قد هاجموا طلابا في جامعة "مدرسة لندن للاقتصاد" (LSE)، بعدما قاموا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بطرد السفيرة الإسرائيلية لدى المملكة المتحدة تسيبي حوطوفيلي من حرم الجامعة، تضامنا مع القضية الفلسطينية.