25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: وكأنهم.. كانوا العباقرة!!

بين الفينة والأخرى يخرج علينا بعض الأشخاص فيبكون حال البلاد، ويأسفون لحجم الدمار الذي حل بنا بعد حكم الإسلاميين.. ويطل على الإسلاميين البعض وكأنه الناصح الأمين الذي يريد الخير لهم، فينصحهم: بأن يبتعدوا عن الحكم لأنهم لا يصلحون.. ولن يحسنوا قيادة الدول في هذا الزمان المعقد، والإسلاميون - من وجهة نظر هؤلاء- لم ينضجوا بعد، ولم تكتمل ثقافاتهم ومعارفهم. وأود أن أسجل في البداية أنني مع فكرة أن الإسلاميين وغير الإسلاميين في عالمنا العربي، بحاجة إلى الكثير من الوعي والخبرة والثقافة والتجربة، ومن الواجب على جميع الأحزاب أن تطور من تجربتها، وتضاعف من ثقافتها، وتزيد من خبرتها، وهذا واجب على الجميع وليس على الإسلاميين فحسب، فنحن من دول العالم الثالث يا عزيزي. من الممكن أن أتفهم ذلك البكاء الكاذب، وتلك الدموع الخادعة التي يذرفها أصحابنا لو كان الأمر متعلقًا ببلاد متقدمة، يسودها الأمن والأمان، وينعم فيها كل المواطنين بحياة كريمة، وجيشها يحمي حدودها، وكلمتها مسموعة، وجانبها مهاب.. أستوعب في دول متقدمة كاليابان أو بريطانيا أو أمريكا أن يخاف مثقفوها من حكم جماعة جديدة لا تمتلك الخبرة الكافية.. وخوفهم هنا مهم ومبرر لوجود مقدرات هائلة يُخشى عليها، لكن ما لا يمكنني فهمه أن نبكي حال البلاد العربية، تلك البلاد التي حكمها العلمانيون والاشتراكيون وغيرهم لسنوات عديدة، فماذا صنعوا؟ هل كانوا العباقرة.. وعملوا لبلادهم إنجازات ملء السمع والبصر؟! فمثلًا: في الجانب الاقتصادي، هل وصلت الدول الثائرة إلى رخاء اقتصادي بسببه ثار الشعب؟ وهل كان زعماء الأنظمة السابقة عباقرة الميدان ولم تستطع الشعوب الارتقاء لمستوى عبقريتهم؟ يا سادتي: في زمن الأنظمة غير الإسلامية أمست بلاد النيل والأرض الخصبة تستورد القمح، ويقف شعبها بطوابير كبيرة يموت فيها الناس من أجل رغيف الخبز.. وأما عن تطورنا التكنولوجي، فصارت الصين واليابان وأمريكا تستورد منا كل شيء.. أليس كذلك أيها الوطنيون؟! وأما في الجانب العسكري: فنحن – والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه- لم نعد نرى إسرائيل إلا على الخريطة، أما على الواقع فقد مسحتها جيوشنا المظفرة في ظل أنظمتنا العلمانية الباسلة!! ومنذ عقود طويلة لا يوجد أي أسير عربي في سجون الدول المعادية، وأكبر مشكلة نعاني منها اليوم: مشكلة إفراط جنودنا في استخدام القوة ضد الدول المعادية!! وأما في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن الواجب عليك أن تضرب تحية سلام وتعظيم لأنظمة الحرية.. فأنت في بلاد النزاهة والشفافية، فلا انتخاباتنا تزوّر، ولا حقوقنا تنتهك، فحسني مبارك وزين العابدين والقذافي والأسد وصالح وغيرهم من الملوك والحكام كانوا يحرصون على نزاهة الانتخابات حرصًا منقطع النظير، لدرجة أنهم سجلوا أرقامًا قياسية في النزاهة، فنحن نعيش في بلاد التسعات الأربعة التي يفوز فيها الحاكم، ولا تنس أن بلادنا لم تعرف الحكم الوراثي طوال تاريخ تلك الأنظمة. وأما عن حقوق الإنسان فصارت الشعوب العربية تعاني من العديد من المشاكل التربوية والاجتماعية مثل (مشكلة الدلع ومشكلة البطر) لكثرة ما أخذنا من حقوقنا، فصرنا نسئ استخدام تلك الحقوق الكثيرة التي منحتنا إياها أنظمة العطف والحنان، فبلادنا لا يوجد فيها سجون، ولا تصادر فيها الحريات!! وبإمكان القارئ المثقف أن يذكر نماذج أخرى تدل على عبقرية الأنظمة السابقة في كل المجالات، كمجال التعليم المتطور، والتكنولوجيا المتقدمة، والبنيان، وتنظيم المدن، والمساكن الراقية التي يسكنها كل المواطنين، وغير ذلك، ولست بحاجة إلى تعب وبذل جهد، ففي كل بيت وحارة ومدينة تجد الآلام تحكي لك عن نفسها. سيدي القارئ: عذرًا على هذا الأسلوب الذي أسخر فيه وأضحك في مشاهد الألم، لكني أسأل من يقف في وجه الإسلاميين: لماذا صبرتم على ذلك القرف والقهر والتخلف لعشرات السنين، وتأبون أن تعطوا الإسلاميين فرصتهم التي منحها لهم القانون؟ ذلك القانون الذي وضعتموه أنتم، وكتبتموه بأيديكم، وكنتم تضربون وتقتلون الجماعات الإسلامية باسمه. لو كانت الأنظمة السابقة مثالًا للعبقرية في الحكم، لكان الخوف من الإسلاميين وتجربتهم الحديثة أمرًا واجبًا على كل وطني غيور، أما وقد أوصلتنا الأنظمة السابقة إلى القاع.. فاتركوا الإسلاميين يحكمون، وامنحوهم الفرصة، فإما أن ينجحوا، وإما أن يفشلوا، فإن نجحوا استفدتم من نجاحهم، وإن فشلوا فليس تحت القاع شيءٌ!!