خبر: لعنة الله على " حِمْضْ الكَبْرِيتِيكْ "
30 يونيو 2011 . الساعة 09:07 ص بتوقيت القدس
حين درسنا مادة الكيمياء, وتطرقنا للحمض الكبريتي, عرَّفَهُ لنا مدرس المادة, أو قل قرَأَهُ لنا من الكتاب, ثم كتب علي السبورة أكثر من عشر معادلات, ومزج المركبات مع بعضها. ولم أكن أعرف أن اسمه "زيت الزاج", أو أن مكتشفه هو العالم المسلم "جابر بن حيان" وانتهي حمض الكبريتيك !! ما أعرفه عن هذا الحمض أنه يذوب في الماء, ولا أتذكر هل لون الحمض أبيض أم أصفر أم أزرق؟ لأني لم أره في حياتي, وإن رأيته وطَرَحَ عليَّ السَّلام في الشارع قد لا أعرفه!, وأجيب مضطراً وعليكم السلام ؟. عندما دخلنا الجامعة لم نكن نعرف في ماذا نتخصص؟ فكل شيء قرأناه ولم نراه! وميولنا وقدراتنا متداخلة كما المعادلات التي درسناها, لنستيقظ في السنة الثانية من الجامعة فنجد أنفسنا ندرس تخصصا ليس لنا به أي علاقة من قريب أو بعيد. حدثني صديق عن قصة في السويد أن المُدَرِّسْ هناك ألقى محاضرة عن تاريخ السويد, بعد المحاضرة الباص ينتظر علي باب المدرسة, ليتوجه الطلبة للمتحف الوطني ليروا ما درسوه حقيقة ويلمسوه واقعاً. هناك كما قال أرْسَلَتْ المدرسة عشرة ورقات للوالدين, مكتوب فيها علامات ابنهم, ورغباته في المدرسة, وميوله, واستشارات للبيت ما هي التخصصات التي من الممكن أن يبدع فيها الطالب؟ والطالب يختار ... حتى ولو كان التخصص عملي "كميكانيكا السيارات" فهو في النهاية سيبدع! . حدثني أحدهم أن أحد الطلبة حصل على معدل امتياز في تخصص الهندسة المدنية في أحد الجامعات في فلسطين , وأعلى معدل في تاريخ الجامعة في وقتها, وكان الطالب طَفْرَة نادرة ومتميزة, أنهى الدراسة, وعاش في صفوف البطالة 3 سنوات لم يلتفت له أحد, ليتقدم لمنحة الماجستير في أمريكا, والآن يعمل في شركة قوقل منذ عشر سنوات! . متى نرى ما ندرسه, ونرى الخيارات متاحة أمامنا, لنختار منها ما سنتخصص به؟