15.79°القدس
15.16°رام الله
14.42°الخليل
21.49°غزة
15.79° القدس
رام الله15.16°
الخليل14.42°
غزة21.49°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

معارك في كييف وبوتين يدعو الجيش الأوكراني إلى تولي السلطة

تقاتل القوات الأوكرانية، منذ صباح الجمعة، عناصر من الجيش الروسي في العاصمة كييف، في اليوم الثاني لاجتياح أطلقه الرئيس فلاديمير بوتين غير المكترث بالعقوبات الغربية والذي دعا الجيش الأوكراني إلى تولي السلطة.

وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، فإن القوات الروسية خسرت منذ بدء عمليتها 80 دبابة و516 مدرعة و7 مروحيات و10 طائرات.

وغداة إطلاق الرئيس الروسي هجومًا واسعًا ضد أوكرانيا أوقع عشرات القتلى وتسبب بنزوح أكثر من مئة ألف شخص، أعلن الأوروبيون عن عقوبات جديدة استهدفت أعلى هرم الدولة الروسية.

لكن الرئيس الروسي يبدو مصممًا على مواصلة هجومه سعيا لتغيير النظام في أوكرانيا واصفا حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بانها مجموعة “مدمني مخدرات ونازيين جدد”.

وقال بوتين مخاطبًا الجيش الأوكراني في كلمة نقلها التلفزيون الروسي الجمعة “تولوا السلطة، يبدو لي أن من الأسهل التفاوض بيني وبينكم”.

وأكد أنه لا يحارب وحدات من الجيش الأوكراني بل تشكيلات قومية تتصرف “كإرهابيين” وتستخدم المدنيين “دروعًا بشرية”.

وفي وقت سابق دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاوكرانيين الى إلقاء السلاح.

وقال في موسكو “نحن مستعدّون لإجراء مفاوضات في أي وقت، ما إن تسمع القوات المسلحة الأوكرانية نداءنا وتلقي سلاحها”.

وأعلن الناطق باسم الكرملين أيضا أن بوتين مستعد لإرسال وفد الى مينسك في بيلاروس “لاجراء مفاوضات مع وفد أوكراني”، لكن السلطات الأوكرانية تبدو مصممة على القتال فيما دخلت طلائع الوحدات الروسية الجمعية إلى الأحياء الشمالية في كييف متسببة بسقوط أول الضحايا.

وفي حي أوبلون السكني، شاهد مراسل وكالة فرانس برس جثة مدني على رصيف، فيما كان مسعفون يقدمون المساعدة لشخص أخر علق في سيارة سحقتها مدرعة، وتحدث سكان عن رؤية جثتين يبدو انهما لجنديين روسيين لكن لم يتسن لوكالة فرانس برس التأكد من هذه المعلومات.

وأعلنت القوات الأوكرانية أنها تقاتل وحدات مدرعة روسية في بلدتين تقعان على بعد 40 و 80 كلم شمال كييف، فيما كانت قوات روسية تقترب أيضًا من العاصمة من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية بحسب الجيش الأوكراني.

وبعد فرار الكثير من السكان الخميس، بدا وسط العاصمة كييف، التي تعد في الأوقات العادية ثلاثة ملايين نسمة والخاضعة حاليًا لحظر تجول، مدينة أشباح.

وتمركز رجال مسلحون وانتشرت مدرعات على أبرز مفترقات الطرق القريبة من المباني الحكومية، وكان المارة القليلون يتوقفون لتبادل الحديث حول آخر التطورات فيما كانت تسمع صفارات الانذار وانفجارات في المدينة.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستهداف المدنيين، ووقال في شريط مصور نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي “هذه الليلة بدأوا قصف أحياء مدنية. هذا يذكرنا (بالهجوم النازي) في 1941” مستخدما اللغة الروسية للجملة الأخيرة ليتوجه إلى المواطنين الروس.

وأشاد زيلينسكي ببطولة الأوكرانيين في مواجهة الغزو الروسي، مؤكدًا أن جنود بلاده يبذلون “كل في ما وسعهم” للدفاع عن بلدهم. وأكد “ستضطر روسيا إلى التحدث إلينا عاجلاً أم آجلاً”.

ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المدنيين في كييف إلى “الابلاغ عن تحركات العدو: اصنعوا قنابل مولوتوف، قوموا بتحييد المحتل!”، مشيرةً إلى أن روسيا لا تعلن عن الضحايا في صفوف قواتها.

واعتبر الرئيس الأوكراني الرد الأوروبي على الغزو الروسي “بطيئًا جدًا” وطالب بوضع كل تدابير الردّ “على الطاولة”، داعيًا الأوروبيين المتمرسين بالقتال للمشاركة في المعركة إلى جانب الأوكرانيين.

واتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بعدم اتخاذ “خطوة حازمة” في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة بان “الحرب شاملة”، وقال “الرئيس بوتين اختار (…) إخراج أوكرانيا من خارطة الدول”، مؤكدًا أن “سلامة الرئيس زيلينسكي تشكل هي عنصر مركزي في ما يحصل (…) نحن قادرون على مساعدته إذا لزم الأمر”.

وأكد حلف شمال الأطلسي الذي اجتمع قادته عبر الفيديو الجمعة، أنه لن يرسل قوات الى أوكرانيا.

في المقابل حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنه لن يتخلى عن “أي شبر من أراضي حلف شمال الاطلسي” فيما سيرسل البنتاغون حوالى سبعة آلاف جندي إضافي الى ألمانيا.

في الوقت الراهن يركز المعسكر الغربي على تشديد العقوبات على روسيا عبر تضييق وصول مؤسساتها الرئيسية الى الأسواق المالية العالمية او حصولها على التكنولوجيا.

وعد جو بايدن بجعل بوتين “منبوذًا على الساحة الدولية” فيما تعهدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين جعل “القادة الروس يواجهون عزلة غير مسبوقة”.

وعلق مجلس أوروبا عضوية روسيا في مؤسساته.

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع الجمعة على تجميد أصول الرئيس الروسي ووزير خارجيته سيرغي لافروف في دول التكتل على ما أفادت مصادر أوروبية لوكالة فرانس برس.

لكن الدول ال27 الاعضاء لم تذهب إلى حد استبعاد روسيا عن نظام التبادل المصرفي الدولي سويفت كما طالبت كييف، وأبدت فرنسا تأييدها لاستبعاد روسيا عن سويفت.

ودعا الرئيس الأوكراني الأوروبيين إلى الذهاب أبعد من ذلك.

وسأل زيلينسكي في تصريح جديد، “كيف ستدافعون عن أنفسكم إذا كنت بطيئين إلى هذه الحدّ في مساعدة أوكرانيا؟”، وأضاف “إلغاء التأشيرات للروس؟ قطع روابط (روسيا بنظام التعاملات المصرفية العالمي) سويفت؟ عزل كامل لروسيا؟ استدعاء سفراء؟ حظر على النفط؟ اليوم، كل شيء يجب أن يكون على الطاولة لأن هذا تهديد لنا جميعًا، لأوروبا بأسرها”.

وبعد ارتفاع كبير الخميس، بقيت أسعار المواد الأولية مرتفعة جدًا حيث بلغ سعر برميل نفط برنت فوق المئة دولار رغم ان برميل غرب تكساس الوسيط عاد إلى قرابة 95 دولارًا.

وروسيا وأوكرانيا دولتان أساسيتان لتوريد النفط والغاز والقمح ومواد خام أساسية أخرى.

وتحسنت الأسواق المالية العالمية الكبرى بعد تدهورها الخميس رغم استمرار حالة عدم اليقين، وتمكنت البورصات من تجاوز قسم كبير من خسائرها بسبب عدم فرض عقوبات اقتصادية كبرى ضد روسيا.

وعند حدود أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي لا سيما بولندا والمجر ورومانيا، تدفق اللاجئون بالمئات، وفر حوالى مئة ألف شخص من منازلهم في أوكرانيا وغادر آلاف الأشخاص البلاد بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين.

وأورد المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في اللأمم المتحدة الجمعة لأن اكثر من خمسين ألف لأوكراني فروا من بلادهم في لأقل من 48 ساعة منذ بدء الغزو الروسي، علمًا أنه احصى الخميس مئة ألف نازح داخل اوكرانيا.

ويجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في نهاية الاسبوع للبحث في “الأثر الانساني والأمني” للأزمة و”اجراءات رد” بحسب مسؤول فرنسي.

وبدأ الهجوم الروسي فجر الخميس بعد اعتراف بوتين الاثنين باستقلال أراض انفصالية في منطقة دونباس، وقال بوتين عبر التلفزيون معلنًا عن العملية “اتخذت قرارًا بشن عملية عسكرية خاصة” بهدف “نزع السلاح واجتثاث النازية من أوكرانيا”، مؤكدًا أن “خططنا لا تتضمن احتلالا للأراضي الأوكرانية”.

ويأتي الهجوم الروسي بعد ثماني سنوات على ضم موسكو شبه جزيرة القرم ورعايتها لاستيلاء الانفصاليين الموالين لروسيا على أجزاء من المناطق في دونباس ما سبب حربًا أودت بأكثر من 14 ألف شخص في المنطقة.

المصدر: فلسطين الآن