أثارت قضية تصنيع أول سيارة دفاع مدني في قطاع غزة من صُنعِ أيادٍ فلسطينية، تساؤلات عديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسادت حالة من النقاش والجدلِ حول هذه القضية.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في حديث خاص لـ "فلسطين الآن" أن بودي السيارة متوفر في القطاع، لكن بقية أجزاء المركبة تم تصنيعه محليا.
وبين أن هيكل السيارة وما بداخلها، وقاذف الماء الموجود على سطحها بالإضافة إلى مضخات المياه الداخلية تم التطوير عليها وتحديثها.
استجابة عالية
وأشرف على مهمة التصنيع "الإنشاء والتصميم" نخبةٌ من المختصين والمهندسين، والتي أنتجت السيارة التي تتوافق ومتطلبات الدفاع المدني بالكامل، حيث بلغت نسبة الاستجابة للحريق من 5-8 دقائق حسب ما أفاد "بصل" لـ "فلسطين الآن".
وبشأن نزولها إلى الخدمة، فإنّ سرعة الاستجابة ستصل إلى 3 دقائق فقط، في إنجاز غير مسبوقٍ للدفاع المدني في قطاع غزة، رغم الحصار وقلة الإمكانيات وحظر الاحتلال دخول مواد تصنيع خاصة بالدفاع المدني.
ويعاني الدفاع المدني في قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006 أي أكثر من 15 سنة متواصلة، كما أنه كان له دورٌ فاعل في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة وتعرض لأزماتٍ عديدة.
ويحتاجُ الدفاع المدني إلى 28 مركبة أخرى مشابهة، بمدفعٍ علوي كما في المركبة الأولى المصنعة محليًا، وهو أفضل من الأجنبي، بحسب حديث بصل لـ "فلسطين الآن".
إنقاذ وإطفاء معًا
من جانبه المشرف على الطاقم الهندسي العقيد محمد شرير أن ما يميز المركبة الجديدة هو أنها مركبة إطفاء وإنقاذ معًا، مبينًا أن ما كان متوفرًا فقط هو مركبة الإطفاء فقط، لافتًا أنه تم تجهيزها بمعدات إنقاذ وإطفاء.
وتتميز المركبة بسرعة الاستجابة لاستغاثة الجمهور والمواطنين، وتكون خلال دقائق قليلة تؤدي مهامها، بحسب حديث "شرير" لـ "فلسطين الآن" .
ويحتاج رجل الإطفاء لمضخة يصل قوة ضخــها لـ8 بار لتصل قوة قذف الماء لـ70 مترًا، في حين المركبة الجديدة بـقوة 16 بار لتصل لقوة قذف الماء لأكثر من 100 متر بشكل عمودي.
خزان بسعة مضاعفة
وبين "شرير" أن المركبة بمقدورها أن تحمل 5000 لتر الماء في حين كانت السيارات السابقة تحمل بحدٍ أقصى 3000-3500 لتر، الأمر الذي يجعل الدفاع المدني في استغناء عن استدعاء سيارة أخرى.
ووضع المهندسون خزانًا بسعة 250 لترًا يتولى خلط الماء بالفوم للسيطرة على الحريق، ويتم استخدامه بحسب درجة الحريق وقوته، وتم تصنيعه من مادة النخاس، كما صنع الدفاع المدني خزانًا بيضاويًا بثلاث قواطع بسمك 3 ملم مقاوم لملوحة الماء، ويستطيع الخدمة من 5-10 سنواتٍ. "يبين شرير".
ولفت "شرير" أن هيكل المركبة مصنوع من "الحديد المقلفن" ، وتم صناعة سقف المركبة من الألومنيوم المنقوش لكي تحمي رجل الإنقاذ والإطفاء من الانزلاق.
وموّلت ماليزيا المشروع ماديًا، وأشرف عليه مهندســو الدفاع المدني في قطاع غزة.
واجتهدت قيادة الدفاع المدني لتطوير آليات عمل المركبة ولا سيما المدفع العلوي منذ سنين، ونجح مهندسوها بعد محاولاتٍ عديدةٍ.