تجلس في قاعة المحكمة برفقة شقيقيها، عيونهم ترقب والدهم "المعتقل السياسي"، في سجون أبناء "جلدتنا" وهو خلف قضبان السجن "الفلسطيني"، أما والدهم فعيونه تسأل ما هي أخباركم يا أبنائي ! ما هي أخبار "جنينك" الذي تحملين في بطنك يا ابنتي هبة ! . هبة حماد العملة "25 عاماً "، ابنه حماد العملة تتساءل بحسرة هل سيحرم: " اعتقال والدي فرحتي وفرحته عندما أضع أول حفيدة له خاصة أنها حامل في شهرها التاسع، كما حرمها الاحتلال والدها وجميع أفراحهم !. قضية الحرمان بدأت مع هبة منذ نعومة أظفارها قبل عقدين من الزمن، فسجون الاحتلال غيبت الشيخ حماد العملة "55 عاماً" وهو قيادي في حركة حماس في الخليل " 13 عاماً "، وأُبعد إلى مرج الزهور مطلع التسعينات، واعتقل أكثر من خمس مرات بتهمة إيواء مجاهدين من القسام ، وقد حصل على السند في حفظ القران الكريم داخل السجن، وأحد الشخصيات المرموقة في بلدته، كما ترأس بلدية بيت أولا لسنواتٍ طويلةٍ كان فيها نموذجاً للعمل الوطني المشرف . كل مناسبة كانت تمر على هبة، فرحتها فيها حزينة فالحرمان لم يكن في مناسبة عابرة فقط، فهي تفرح وتحزن في نفس الوقت ووالدها خلف القضبان، أول حرمان كان من الفرحة أثناء تخرجها من الثانوية العامة، وتخرجها من الجامعة حيث كان يقبع والدها في سجون الاحتلال، متسائلة "هل هذا قدرنا أن تكون فرحتنا حزينة دائماً في مناسبتين متتاليتين؟". الحرمان استمر ولم يقتصر على الحرمان من فرحة التخرج من الثانوية العامة والجامعة، ليلاحقها الفرح الحزين عندما تقدم إليها ابن عمها لخطبتها، فتستمر أفراحها في حزن أن أغلى ما تملك لا يشاركها فرحة عمرها ولا يشاركها زفافها . أما في قاعة المحكمة ومع انتظار أن تنطق المحكمة بالإفراج عنه، لعل الوالد " العملة " تكمل ابنته " هبة " فرحتها بوضع حفيدته الأولى، كان الرد أن مدّدوه لثلاثة أيام أخرى، وعيناه تغرورقان بالدمع ، لحظة عناق فلذتي كبده . تعود هبة أدراجها للبيت تتساءل: "هل ستكون فرحتي التي أنتظرها وينتظرها والدي المعتقل في سجون أبناء "جلدتنا" حزينة أم أنه سيشاركني فرحتي بقدوم أول حفيدة له ويمسح حزن فرحتي !!.