بتاريخ العاشر من أكتوبر 2021م نشرت مقالي المعنون: "رسالة إلى السفير العمادي والاتحاد الأوروبي" وجوهر المقال يقوم على مناشدة الاتحاد الأوروبي سرعةَ تحويل المبالغ المستحقة لصالح شريحة الفقراء المدرجين على برنامج التحويلات النقدية التي تشرف عليها وزارة التنمية الاجتماعية في فلسطين، والشق الآخر من المقال يقوم على مناشدة السفير محمد العمادي إدراج زوجات المستفيدين من المنحة القطرية الذين انتقلوا إلى رحمة الله فازداد احتياجهم بعد فقدان رب الأسرة. وعلى الفور أبلغت بإدراج أرامل المستفيدين في المنحة القطرية، وبدأت عملية الصرف منذ ثلاثة شهور. وبناءً على ما سبق أشكر قطر أميراً وحكومةً وشعباً، وأخص بالشكر سمو الأمير الشيخ تميم وسعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، على سرعة الاستجابة، والشكر موصول للجنة المتابعة الحكومية في قطاع غزة على التنفيذ.
وأصدقكم القول إنني كنت أتوقع الاستجابة السريعة ستكون من الاتحاد الأوروبي الذي يمثل العالم الأول المتحضر صاحب القيم الإنسانية كما يصنف نفسه، كنت أعتقد أن تحييد شريحة الفقراء من الابتزاز السياسي للقيادة الفلسطينية سيكون ماثلاً أمام ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لأنه يدرك أكثر من غيره حجم المعاناة التي يعانيها أكثر من مائة ألف أسرة في الأراضي الفلسطينية وهم تحت خط الفقر، ويعانون واقعا مأساويا يحرك الحجر قبل البشر، ومحرومون من الاستفادة من مخصصاتهم المالية منذ أكثر من عام، ولأن قطر أثبتت أنها متقدمة عن دول الاتحاد الأوروبي المنشغل بالحرب الروسية الأوكرانية فإنني أكرر المناشدة لسمو الأمير الشيخ حمد وسعادة السفير محمد العمادي بزيادة قيمة المنحة القطرية بما قيمته 8 ملايين دولار لتخصص لصالح منتفعي الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة وعددهم 80 ألف أسرة بواقع مائة دولار شهرياً، ولمدة ثلاثة أشهر إلى حين استئناف برنامج التحويلات النقدية المدعوم من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وكلي ثقة أنكم عنوان للإنسانية.
الخلاصة: وصلت نسبة الفقر في قطاع غزة حسب إحصاءات البنك الدولي إلى 64%، وانعدام الأمن الغذائي في القطاع وصل إلى 68%، ونسبة البطالة 46%، أغلبهم من الشباب والخريجين.
جزء من منحة قطر وقيمته 10 ملايين دولار يقدم للفقراء من غير المنتفعين من برنامج التحويلات النقدية وذلك من باب العدالة الاجتماعية، وكان هذا منطقياً عندما التزم المجتمع الدولي صرف تلك المستحقات المالية لهذه الشريحة، لكن منذ مايو 2021 لم يحصل هؤلاء وهم الأكثر فقراً في قطاع غزة على شيء، ومع حلول شهر رمضان ومن بعده عيد الفطر السعيد أصبح التدخل واجباً، وثقتي بقطر كبيرة وبمن يرغب بالتدخل من الدول والمنظمات ورجال الأعمال، بأن يقدموا لهؤلاء ما يرسم الابتسامة على وجوههم.