عدّت الجبهةُ الشعبيّة لتحرير فلسطين أنّ عقدَ لقاءٍ مشتركٍ بين وزراء خارجية بعض الدول العربيّة، ووزير دولة الاحتلال؛ برعاية وزير الخارجية الأمريكيّة؛ استمرارٌ لحالة سقوط النظام الرسميّ العربيّ بغالبيّته في مستنقع التطبيع والتبعيّة، وأنّ عقدَهُ غيرُ بعيدٍ عن ذكرى يوم الأرض، وفي النقب الفلسطيني، لا يخلو من دلالةٍ خاصّة، وأنّه يتعرّض في هذه الفترة لمخططٍ تهويديٍّ شاملٍ يستهدف تدمير قراه، وتهجير سكّانه، وإقامة العديد من المستوطنات عليه.
وترى الجبهة الشعبيّة في اجتماعاتٍ كهذه خضوعًا من المشاركين فيها بتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي سبق وأن دعا إليه شمعون بيريز وروّجت له كونداليزا رايس وزيرة خارجية أميركا السابقة، الذي في جوهرة يستهدف الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، وتجاوز كلّ القرارات العربيّة والدوليّة، التي أكّدت على هذه الحقوق بما فيها حقّه في العودة وتقرير المصير، والدولة المستقلّة بعاصمتها القدس، كما يستهدف إقامةَ علاقاتٍ طبيعيّةٍ كاملةٍ بين الدول العربية ودولة الكيان على مختلِف الصعد السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة، وتشكيل الأطر المشتركة الناظمة لذلك؛ تكون فيها دولة الكيان هي المركز والمقرّر فيها.
وحذّرت الجبهة من قيام الدول المشاركة في لقاء النقب من الاتّكاء على العمليّة العسكريّة الجارية بين الاتّحاد الروسي وأوكرانيا - الناتو لتبرير عقد اتّفاقيات استراتيجيّة، ومنها تشكيل حلف "ناتو" عربيّ - إسرائيليّ ينقل الدول العربيّة المشاركة فيه إلى موقع التصادم والاحتراب مع الدول والقوى التي تعارض وتقاوم المخطّطات المعادية، التي تستهدف شعوب المنطقة ومصالحها العليا، وتصبح طرفًا في الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني، وتنتقل بذلك من الالتزام باتفاقيّة "الدفاع العربيّ المشترك" إلى الدفاع عن "عدوّ العرب المشترك".
وختمت الجبهةُ بتأكيد ثقتها بأنّ الشعوب العربيّة وقواها الوطنيّة والقوميّة التقدميّة تستطيع حماية مصالحها، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني وقضيّته الوطنيّة، التي تتعزّز مكانتها في أوساطهم قضيّةً قوميّةً عربيّة.