خبر: ترامال "الأهلي والزمالك" والثورة في "الباي باي"
30 يونيو 2011 . الساعة 09:11 ص بتوقيت القدس
حين فُتِحَ أو قل فُجِّر الجدار بين مصر وغزة, ذهبنا وتجولنا في شوارع العريش, ودخلنا في بعض أحيائها السكنية, كان السؤال الذي حيرني فعلا من أهل العريش أنت أهلي أم زمالك ؟ للأسف ولست من مدمني متابعة الكرة - وإن كنت أحبها- فلا هذا ولا ذاكَ!!. ألم يكفي المصريين ثلاثين عجاف تاهوا فيها في صحراء كرة القدم, والأفلام؟ ما حدث في مباراة الأمس كشف أن الجرح المصري عميق بسبب الكرة, المتظاهرون في ميدان التحرير يطالبون بحل المحليات, وآلاف من المصريين في أستاد القاهرة يتصارعون من سيفوز الأهلي أم الزمالك؟! وكأنها المباراة النهائية في كأس العالم, ويا ليتهم يتأهلون لكأس العالم؟ نجح النظام السابق في تغييب الشعب المصري عن واقع الريادة والسيادة عبر زجه في براثين الكرة, والاقتتال النفسي, وكم من مشاكل حدثت وتحدث في مصر بسبب الكرة ؟ ولا أدري شغف المصريين بالكرة والافلام هل هو نابع من انتماء لهما؟, أم بسبب الحياة القاسية والفقر والمهانة التي أذاقهم إياها النظام السابق ؟. أما الشيء الأخر فهو الأفلام, إن لدى المصريين أفلامٌ تتجاوز عدد سكان الكرة الأرضية, والغريب أن معظمها "كوميدي", والأغرب أن أسمائها أغرب من الغرابة, فما بين "سامي أكسيد الكربون" , "و8قيقا", وإلى" ظرف طارق", "وصايع بحر", و"ظاظا", و"نمس بوند", وقد كان أغلب هؤلاء الممثلين, والمغنيين والعديد من نجوم الكرة المصرية ضد الثورة, لأنهم يلحفون بحياة النظام السابق الذي صنعهم "ونَغْنَشْهُم"؟ حين سألت صديقي المسافر لمصر في رحلة علاج مع و الده, مصر أم الدنيا فمن أبوها ؟ فأجابني لا أعرف!! "بس المصريين بيحبوا اللمبي كثيراً" ؟! إن من أكثر الأخبار التي أسعدتني حين قرر المجلس العسكري المصري رفض القروض المقدمة من البنك الدولي, بسبب الشروط المجحفة, التي تمس بالسيادة المصرية, والقرار السياسي الحر, ولعل ذلك يكون دافعاَ نحو الإلتفات لقضايا أهم بكثير من كرة القدم والأفلام. لم أرى في حياتي شباباً واعياً ومتفهماً ورائداً كشباب الثورة والنهضة المصرية, والذين نتواصل معهم ونخالطهم, ولعلهم يكونون أجدر بالالتفات إليهم بدلاً من قضايا تافهة, لتكون مصر في مكانها الصحيح؟!!