عبر عدد من الرؤساء السابقين لوكالة الاستخبارات السرية الإسرائيلية، "شين بيت،" عن خوفهم على مستقبل (إسرائيل)، واستمرار دولتها، وذلك في وثائقي حمل تصريحات من المتوقع أن تثير الكثير من الجدل. ويظهر الرؤساء الستة في الفيلم الوثائقي "The Gate Keepers"، المرشح لجائزة الأوسكار، للحصول على لقب أفضل فيلم وثائقي، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها تصريحات مذهلة من داخل المؤسسة الإستخباراتية. وتمكن المخرج الإسرائيلي، درور موريه، من جمع هذه الشخصيات، في فيلمه الذي يتمحور حول قصة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والتي يحكيها صناع القرار، الذين شهدوا أكثر المواقف حساسية فيما يخص التاريخ الأمني لـ"إسرائيل". وأشار موريه في مقابلة له مع شبكة " CNN " الأمريكية إلى أن هؤلاء الأشخاص "هم من يفهمون حقيقة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني"، وأن هذا الفيلم هو "أكثر الأفلام المعارضة لإسرائيل"، التي يمكن أن يخرجها طوال حياته، على حل تعبيره. وفي الوقت الذي تشهد فيه عملية التسوية جموداً، اتفقت المجموعة على أن احتلال الأراضي الفلسطينية انعكس سلباً على "إسرائيل". وأشار موريه إلى أن هذه المجموعة "تمثل ستة من أكبر مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، الذين اتحدوا معاً ليظهروا موقفهم الرافض لاحتلال الأراضي الفلسطينية،" وفق قوله. وقال أكبر المسؤولين السابقين سناً، أبراهام شالوم، إن "إسرائيل" فقدت إحساسها بكيفية التعايش السلمي مع الفلسطينيين، خاصة بعد أحداث حرب 1967، وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، عندما ضاعفت "إسرائيل" جهودها للقضاء على ما يسمى "الإرهاب". وأضاف قائلا في الفيلم: "لقد أهملنا الموضوع الفلسطيني." وأضافت المجموعة أن أحد أبرز العوائق أمام وضع إستراتيجية للتعامل مع الفلسطينيين، "تمثلت بوجود الإسرائيليين المتعصبين،"مثل الإسرائيلي الذي قام باغتيال الرئيس الإسرائيلي، إسحق رابين عام 1980، والآخر الذي حاول تفجير مسجد قبة الصخرة في القدس المحتلة . وتتمحور حبكة الفيلم حول التكتيكات المذهلة التي يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها تفتقر إلى إستراتيجية بعيدة المدى، وبالتالي فإنه ( الفيلم) أظهر بأن الجهاز الإستخباراتي يمكنه النجاح في عمليات التصدي لما يسمى "الإرهاب" ، ولكن إذا لم تدعم تلك العمليات بمشاريع للسير قدما في عملية التسوية فلن تكون ذات جدوى. ويقول المخرج إنه شعر بالصدمة عندما قام، أبراهام شالوم، المولود في النمسا، والذي يعد أحد اللاجئين الهاربين من النازية، بتشبيه الاحتلال الإسرائيلي، بالاحتلال الألماني لأوروبا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.