خبر: الأبعاد الأمنية للاستيطان الإسرائيلي في القدس
31 يناير 2013 . الساعة 05:42 ص بتوقيت القدس
يقول البروفيسور "إسرائيل شاحاك"، رئيس لجنة حقوق الإنسان في دولة (إسرائيل): "يجب اعتبار المستوطنين جزءاً حيوياً من النظام الأمني الإسرائيلي، أسوة بالجيش والشاباك" , من هنا تم اعتبار الاستيطان في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الفكر والأيديولوجية الإسرائيلية ، التي قامت بوصفها أداة استعمارية، وجزء من مشروع استعماري إحلالي دولي يخدم مصالح المنظومة الرأسمالية الاستعمارية الدولية. [title]ما هو الاستيطان؟[/title] الاستيطان: هو ظاهرة إنسانية قديمة مارستها شعوب مختلفة عبر التاريخ ، حيث عرفت الشعوب والحضارات القديمة أنواعًا مختلفة من الاستيطان والهجرات، وتقوم هذه الظاهرة أساسًا على وجود أماكن جذب تهاجر إليها جماعات بشرية لتتعايش مع المجتمعات الموجودة، وتندمج فيها دون اللجوء للعنف. لكن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الذي يهدف إلى استغلال الأرض بدون سكانها، وهذا النوع الإحلالي، حيث يحل العنصر السكاني الوافد محل العنصر السكاني الأصلي، ليكون مصيره الطرد أو الإبادة، هذا هو النوع الذي ينتمي إليه الاستيطان الإسرائيلي. [title]بدايات الاستيطان [/title] سجل التاريخ، بداية التسلل الاستيطاني الإسرائيلي إلى فلسطين عام 1882 ، إذ اقتصرت عمليات الاستيطان اليهودية حتى القرن التاسع عشر وتحديداً عام 1889 على إنشاء 22 مستوطنة، وبعد تأسس "المنظمة الصهيونية العالمية" في مؤتمر بال بسويسرا عام 1897 ، توسعت عمليات الاستيطان لتشمل مناطق جديدة من فلسطين، حتى وصل عدد المستوطنات في عام 1914 إلى (47) مستوطنة وفي عام 1918 أصبحت مساحة الأراضي التي كان يملكها اليهود حوالي ( 2.5 %) من أراضي فلسطين. وشهدت فترة الانتداب البريطاني طفرة في عدد المستوطنات حيث ارتفع عددها ليصل إلى ( 304) مستوطنة. وقام الاحتلال الإسرائيلي بفرض نظام صارم من الحصص في البناء لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس على مدى سنوات، بهدف الإبقاء على نسبة مئوية للفلسطينيين من سكان القدس عند ( 26 %) ، وقد تبنت الحكومة الإسرائيلية هذا الموقف منذ 1973 ، حيث وصلت نسبة البناء عند الإسرائيليين ( 90 %) من نسبة البناء العام في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة. [color=red][b]من أهدف النشاطات الاستيطانية بالقدس تحقيق الأغراض الأمنية التالية :[/b][/color] - العمل على خلخلة الكثافة السكانية للفلسطينيين في القدس حفاظاً على الأمن من خلال تخفيفها عبر عدم السماح لها بإعادة ترميم وتوسيع وبناء البيوت، لإجبار الفلسطينيين على الرحيل إلي مناطق أخرى، وإيجاد أغلبية سكانية يهودية كبيرة في المدينة "الموحدة" تشكل بلا منازع عاصمة لـ"إسرائيل". - إحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس بحكم موقعها الاستراتيجي المهم، فهي تقع في وسط فلسطين وتشكل خاصرة للضفة الغربية، وتقع على جبال عالية ترتفع عن سطح البحر بحوالي 800 متر تقريباً، وتطل على الساحل وتشكل تهديدا لمدن (الساحل الإسرائيلي) وبالتالي عملت "إسرائيل" على تغيير الواقع الديموغرافي والعمراني لهذه المدينة لأسباب أمنية إستراتيجية. - عملت "إسرائيل" على استيطان الأراضي الزراعية وإبعاد المزارعين عنها، وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية عليها، وشق الطرق الالتفافية بغرض فرض طوق الأمني وعزل سكان القدس عن محيطهم الفلسطيني العربي في القرى. [title]تجارب أمنية[/title] عندما أجبرت "إسرائيل" على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة بعيد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، تعلم الإسرائيليون درساً، حيث ربطوا السياسة بالأمن فقد وجدت "إسرائيل" أن الخريطة الأمنية الإسرائيلية في حدودها التي أقيمت عليها نتيجة لحرب 1948هي حدود يصعب الدفاع عنها وذلك من وجه النظر الإسرائيلية وكان لابد من تنفيذ مخطط الاستيطان لضمان أمن "إسرائيل" . حدود "إسرائيل" كما حددها بن غوريون تتمدد باستمرار، مع مدى ما تصل إليه قوة جيشها، فدولة "إسرائيل" هي أول دولة في العالم الحديث يجري إعلان قيامها دون أن يصاحب هذا الإعلان بيان يحدد الخطوط على الأرض وموقعها على الطبيعة. [title]أهمية سيطرة "إسرائيل" علي القدس[/title] سيطرة "إسرائيل" على المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها حيوي لها للحفاظ على أمنها وعلى خطوط مواصلاتها لذلك كان الاستيطان في القدس ببعده الأمني خارج نطاق الجدل الإسرائيلي، حيث حظي بإجماع كامل من القوى الإسرائيلية، وتحت جميع الحجج وفي مقدمتها الأمنية، من هنا كانت فلسفة الاستيطان تمثل خطوط تمركز متقدمة لمجمعات إسرائيلية تحمي التجمعات الأساسية داخل "إسرائيل" وكانت تقام فوق مواقع إستراتيجية تعمل "إسرائيل" من خلالها علي السيطرة علي المواقع الحساسة وربط مجمعاتها بطرق أمنة والسيطرة على منابع المياه والمناطق المرتفعة، هكذا كانت فلسفة "إسرائيل" بإنشاء مستوطناتها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.