بعد الاتفاق الإسرائيلي المصري على تسيير رحلات جوية دورية بينهما، فإن السياح الإسرائيليين يستعدون لاستئناف عودتهم التدريجية الى سيناء وشرم الشيخ ورأس الشيطان، ومن خلالها بدأت الشواطئ المصرية تمتلئ مرة أخرى بالإسرائيليين، وتتوقع المحافل الإسرائيلية عودة موجة ضخمة من السياحة بعد عامين من وباء كورونا والإغلاق والقيود.
بالنسبة لمعظم اليهود، يرمز عيد الفصح للخروج من مصر، والتجوال في سيناء، التي تستضيف عددا قياسيا منهم، حيث تعزى الزيادة المتوقعة في أعدادهم، من بين أمور أخرى، إلى الاتفاقية الموقعة مع مصر لتوسيع الرحلات الجوية المباشرة من تل أبيب إلى شرم الشيخ، ومن المقرر أن تبدأ شركة أركيع بتشغيل رحلات جوية مباشرة خلال عطلة عيد الفصح، وهي أول عطلة بعد أن خفض مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مستوى التحذير إلى سيناء، لأول مرة منذ عقد.
ميلاني ليدمان الكاتب في موقع "زمن إسرائيل" العبري، ذكر في تقرير أنه "بعد عامين من وباء كورونا، وإجراءات العزلة، يتوق الكثير من الإسرائيليين لتجديد السياحة لسيناء، بعد آخر مرة كانت في 2019، حيث زار سيناء 150 ألفا، ولكن بعد انتشار الوباء أغلقت إسرائيل المعبر الحدودي في طابا لمدة 54 أسبوعًا رغم السماح للسائحين الأجانب بعبوره، وبعد أن أغلقت إسرائيل ومصر بوابتيهما أمام السياحة الدولية، أصبح المعبر شبه غير مستخدم".
وأضاف أنه "في 31 آذار/ مارس 2021، أعيد فتح المعبر، لكن 300 إسرائيلي فقط حصلوا على تصريح بعبوره، ثم زاد عدد التصاريح تدريجياً حتى صيف 2021، عندما قررت وزارة النقل في أيلول/ سبتمبر السماح بمرور غير مقيد لسيناء، ومع ذلك فقد عرفت الشركات المحلية الأوقات الصعبة حتى قبل ذلك، مع أنه في العقود الأخيرة، عانت سيناء من عدم الاستقرار الجيو-سياسي، ما أدى لانخفاض السياحة".
يرصد الإسرائيليون جملة من الأسباب التي عملت على انخفاض معدلات سياحتهم إلى سيناء، ومنها الهجمات المسلحة فيها، خاصة على فندق هيلتون طابا وشاطئ رأس الشيطان في 2004، وتفجير الطائرة الروسية في 2015، ما أثر فورا على السياحة الوافدة، وفي 2016 عاد الإسرائيليون تدريجياً لسيناء، لكن السياحة الإسرائيلية تضاعفت تقريبًا بين 2017 و2019، ونتيجة لذلك سارعت العديد من الشواطئ لبناء أكواخ ومرافق إضافية بما يتماشى مع العدد المتزايد للسياح.
وبينما أثرت عمليات الإغلاق على صناعة السياحة العالمية بشدة، فقد استغل العديد من مالكي شواطئ سيناء الوضع للتوسع في اليوم التالي، واعتبارًا من آذار/ مارس 2021، بدأ الإسرائيليون أيضًا بالعودة لسيناء تدريجياً، وارتفعت نسبة الإشغال في جزيرة القمر الجديد، وامتلأت معظم الشواطئ في رأس الشيطان نهاية كل أسبوع، وعلى خلفية الاحتباس الحراري، وموجات الحرارة في الصيف، فإن هناك عددا أقل من السياح الإسرائيليين على استعداد للنوم في المباني غير المكيفة.
يذكر أن عددا من النشطاء الإسرائيليين قدموا التماسات للمحكمة العليا لإلزام وزارة الداخلية بفتح المعبر الحدودي في طابا، وهناك 360 ألف إسرائيلي ذهبوا لسيناء عبر معبر طابا الحدودي، وفي عام 2019 تضاعف هذا العدد إلى 700 ألف، وفي عام 2020 عبر 68 ألفا الحدود لسيناء في طابا، وفي 2021، ورغم القيود طوال العام عبر ما يقرب من 170 ألفا الحدود.
ولولا إجراءات وباء كورونا، لكان عدد السائحين قد زاد أكثر، لأن سيناء لا تزال أرخص من أي عطلة داخل الأراضي المحتلة، لأن كل شيء باهظ الثمن هناك، حتى أسوأ أماكن المبيت والإفطار وأكثرها إثارة للاشمئزاز تكلف 800 شيكل في الليلة، أي قرابة الـ300 دولار.