من يرى قادة إسرائيل وزعامتها وهم يهددون ويتوعدون مع كل خطاب، يعتقد بأن إسرائيل ستحكم العالم يوماً ما، لكن هذه الإنتفاخة الهوائية لقادة إسرائيل سرعان ما تنفجر عندما تعجز عن الحماية لسفيرها في مصر، بل أكثر من ذلك أن يهرب السفير ومن معه من سلك دبلوماسي بالكوفية الفلسطينية، التي لطالما قللوا من شأنها. ربما يبدو المشهد للوهلة الأولى مضحكاً، لكن الواقع العربي وحتى الدولي يؤكد أن إسرائيل ربما تفكر ملياً في شراء كوفية فلسطينية لكل سفير صهيوني، لأنها الكوفية الأكثر احتراماً في العالم بل والأغلى ثمناً عندما كانت تباع في المعارض الدولية لصالح فلسطين بمئات آلاف الدولارات، بينما كان العلم الصهيوني يمزق ويحرق. لكن الواضح اليوم أننا أمام بيت عنكبوت يتمزق شيئاً فشيء حتى شارف على الانتهاء، فدول العالم باتت تدرك أن إسرائيل ما عادت الطفل المدلل لها، وتركيا وغيرها أدركت أن تحالفها مع إسرائيل يكلفها ثمناً باهظاً، كما أنها علمت أن الطريق اليوم للدول العربية يمر عبر بوابة قطع العلاقات مع الاحتلال. ويبدوا أن المشهد العربي اليوم وخاصة في دول ربيع الثورات يتجه نحو تكوين كونفدرالية قوية بين مصر وليبيا وتونس وربما تلحق بهم غزة والسودان والجزائر، وهي الدول التي يعرف الأتراك أن العمل والتعاون معهم يعني أن تصبح تركيا القوية اقتصادياً وعسكرياً على رأس هذه الكونفدرالية، وهو ما يعني لتركيا الكثير، فهي التي استعطفت ولسنوات الاتحاد الأوروبي للدخول فيه، ستصبح اليوم نداً له، تستثمر ما في هذه الدول من ثروات لا تعد ولا تحصى لتصبح هذه الدول قوية قادرة على المواجهة والوقوف في وجه هيمنة أمريكيا والغرب. كما أن مستقبل الكيان في ظل خسارة أقوى حلفاء له في المنطقة تركيا ، مصر ومن بعدها الأردن يجعل مستقبل هذا الكيان يترنح، وأي قيادة سياسية قادمة لإسرائيل ستفكر جيداً بأن عليها أن توافق على دولة لها في حدود ما قبل العام 67، لأنها تعلم أنه لن يكون بمقدورها تحصيل أكثر من ذلك. وأمام هذا المشهد فإن على القيادة الفلسطينية أن تسارع لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الثوابت الواضحة والسقف العالي من المطالب، لأن الظهر العربي والإسلامي بات أقوى، كما أنه يتوجب عليها تفعيل دور الشباب ومشاركته بصورة أكثر فعالية في صناعة القرار لأن المرحلة القادمة التي سيقودها الشباب هي مرحلة الانتصار والتحرير وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.