حذر رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود باراك، من التهديدات التي تحيط بدولة الاحتلال، وتأثيرها على مستقبل وجودها في المنطقة.
وأوضح باراك في افتتاحية صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعنوان: "التهديد الحقيقي الوحيد على وجود إسرائيل"، أن "أمام إسرائيل بضع تهديدات؛ أولا، النضال (يطلق عليه "الإرهاب") الفلسطيني، يقوض الأمن، لكنه مهما كان أليما، لم يكن ولن يكون تهديدا وجوديا على إسرائيل"، بحسب رأيه.
وأما التهديد الثاني؛ فهو "الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لدى حماس وحزب الله، إلى جانب المحاولة الإيرانية للانتشار في هضبة الجولان، وتسريع مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وكل هذا يعكس تطورا تكافحه إسرائيل، وهذا من شأنه أن يعظم بقدر واضح الضرر المادي، الخسائر والهزة عند الصدام الشامل، وهذا أيضا لا يشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل".
ثالثا، "البرنامج النووي الإيراني، وفي حال وصلت إيران للسلاح النووي، هذا من شأنه أن يغير الصورة جوهريا، ومسؤوليتنا أن نستنفد كل سبيل لمنع هذا، ولكن لا يدور الحديث عن خطر إلقاء سلاح نووي على إسرائيل، للإيرانيين أسباب وجيهة للامتناع حتى عن التفكير في ذلك، فتطوير السلاح النووي يستهدف الردع وضمان بقاء النظام، ودون الدخول فلا خوف على إسرائيل، فالتهديد الإيراني في هذه المرحلة، وفي المدى المنظور للعيان، ليس تهديدا وجوديا على إسرائيل".
ونبه باراك إلى أن "إسرائيل تعاني اليوم من تهديد واحد فقط، ويمكن أن يهدد وجودنا، وهو الأزمة الداخلية، والشرخ الداخلي والكراهية المتزايدة بين اليهود واليهود، هناك تحريض عديم الكوابح، تزمت وانقسام يحتدم من سنة إلى سنة".
وقال: "أمامنا حلف غير مقدس بين المتهم بالجنائي (بنيامين نتنياهو) وبين متطرفي التزمت الظلامي، فمؤيدو نتنياهو يعملون على تسميم الخطاب الجماهيري؛ في محاولة لصرف القضاء وسحق ثقة الجمهور بالجهاز القضائي وبالحكومة وقادتها، وهناك حلف بينهم وبين إيتمار بن غفير (نائب متطرف بالكنيست) وأمثاله، (..) هؤلاء كانوا في الماضي منبوذين من كل حزب صهيوني. أما الآن، فأصبحوا في الحكومة".
وأضاف: "هؤلاء أناس يسارعون للرقص على الدم عند العمليات بدلا من إسناد محافل الأمن، المتطرفون في إسرائيل من أمثال بن غفير، يعملون لإثارة الخواطر وتحويل النزاع لحرب دينية، وهذا اتجاه سيئ جدا لإسرائيل. ومن يعتقد أن التطبيع أو السلام مع مصر والأردن سينجو من هذه الحرب، يخاطر باستقرار مستقبلنا".
وكشف أن أحد قادة أجهزة الاستخبارات والعمليات في إسرائيل" قال له في أثناء تشييع العقيد الإسرائيلي أهارون ايشل قبل نحو أسبوعين: "اسمع يا إيهود، يعتمل في داخلي شعور قوي بأننا في الطريق إلى حرب أهلية"، وأضاف باراك: "أعتقد أن تحذيره في مكانه، فسوابق الماضي ونقمة العقد الثامن تحدثت مسبقا عنها".
وتابع: في الأسبوع الماضي، في ضوء التهديدات على حياة رئيس الحكومة نفتالي بينيت وعائلته، والذكرى الأليمة، حيث أطلق يهود متطرفون رصاصات نحو رئيس وزراء أو إسرائيليين آخرين". ولفت إلى أن الكثير من الأحداث كانت "نتيجة مرض الانقسام والكراهية الداخلية".
ورأى أن "المجتمع الذي لا يعرف المرة تلو الأخرى كيف يرص صفوفه في لحظات الاختبار، يختفي عن مسرح التاريخ، مسؤوليتنا هي التعاون حتى مع أولئك الذين يفكرون بخلاف عنا، وخوض صراع مشترك ضد وباء الانقسام؛ التحريض".