قال الأسير القائد كريم يونس، في أول رسالة له بعد وفاة والدته، نقلا عن المحامية غيد قاسم التي تمكنت من زيارته، الإثنين: "أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها".
وأكمل "برغم الألم والفقدان إلا أنني شعرت بسعادة وفخر عندما علمت أنَّ الحاجة لُفت بالعلم الفلسطيني الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة".
بهذه الكلمات تحدث الأسير القائد كريم يونس عن والدته الحاجة المناضلة صبحية "أم كريم" خلال زيارة المحامية غيد قاسم له يوم أمس في سجن "هداريم" على أثر مصابه الجلل بفقدان والدته، أيقونة فلسطين في الصبر والنموذج الأسمى والأبهى لأمهات الأسرى والمرأة الفلسطينية المقاومة الصابرة المُحتسبة.
وقالت المحامية غيد قاسم "معنويات الأسير القائد كريم جدًا عالية، تسليم تام ويقين بقدر الله، رأيت أمامي انسانًا صلبًا عزيمته جبالًا تطال عنان السماء، ممتنًا ومُقدرًا لتضامن شعبه، ويطمئن الجميع أنه بخير ويهديكم السلام .. مؤمنًا أنَّ القيد سينكسر.. وستشرق شمس حريته وأنهى حديثه: بأن الاحتلال حتمًا إلى زوال".
وتابعت: "أم كريم غادرته قبل احتضانه .. إلا أنَّ عناقهما حتمًا مؤجلًا وزغاريدها التي سوف تصدح في السماء يوم تحررك يا كريم".
يذكر أن كريم يونس من مواليد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 في قرية عارة، بالداخل الفلسطيني، واعتقل في الأول من حزيران/ يونيو 1983، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي".
وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عاماً.
دخل كريم السجن وهو شاب لا يتجاوز عمره 23 عاماً، كان طالباً جامعياً في جامعة بن غوريون النقب، يدرس هندسة ماكينات سنة ثانية، فتحوّل إلى أسير خلف القضبان، ورمز من رموز الحركة الأسيرة بعد رفضه كل المساومات والتمييز بين الأسرى.