أكدت دراسة قام بها فريق من باحثين دوليين ومحليين أن المناهج التعليمية الفلسطينية شبه خالية من التحريض والتحقير بحق "إسرائيل"، ما أثار ارتياح سلطة رام الله وغضب حكومة الاحتلال التي تتهم الفلسطينيين بتغذية ثقافة الكراهية. والدراسة التي عرضت نتائجها الاثنين 4/2/2013 في مؤتمر صحافي عقد في مدينة القدس المحتلة ، من إعداد سامي عدوان من جامعة بيت لحم ودانيال بار تال من جامعة "تل أبيب" بالتعاون مع باحثين دوليين. وقد أجريت بمبادرة من مجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة وتمويل من وزارة الخارجية الأميركية. وقالت الدراسة إن الصراع العربي الإسرائيلي ينعكس بشكل واضح في سرد الوقائع في الكتب المدرسية في المنهاجين الفلسطيني والإسرائيلي. ونقلت الدراسة مقاطع وتعابير من الكتب المدرسية الإسرائيلية الرسمية جاء فيها مثلاً في وصف العرب بأنهم "مجموعات من أمة غير متحضرة". أما مدارس اليهود المتشددين وعدد التلاميذ فيها يفوق 500 ألف تلميذ وتلميذة، فتعتبر أن المستوطنات "أقيمت على أنقاض قرى عربية كانت دائما أعشاشا للمجرمين ولمجموعات عربية متعطشة للدماء". [title]العرب في نظر "إسرائيل"[/title] أما "إسرائيل" في الكتب المدرسية الإسرائيلية فهي "محاطة بجيران من الأعداء يرفضون الاعتراف بسيادتها ويعملون للقضاء عليها"، أما العرب فهم "الذين بادروا بالهجمات الإرهابية لإلحاق الأذى بـ "إسرائيل" ولشن حرب شاملة عليها". وتصف كتب مدارس اليهود المتشددين "إسرائيل" بأنها "محاطة بدول عربية عدوة وهي مثل الحمل في بحر من الذئاب". وقام بعرض الدراسة البروفسور يهودي الأصل بروس ويكسلر من جامعة ييل الأميركية بحضور الحاخام دانيال سبيربر من جامعة بار ايلان ومحمد دجاني من جامعة القدس بصفتهما عضوين في اللجنة الاستشارية العلمية الدولية الخاصة بالدراسة. واعتبرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أن هذه الدراسة البحثية "منحازة بشكل واضح والبحث غير مهني وغير موضوعي الى حد كبير". وأضافت "من الواضح أن النتائج كانت معروفة مسبقا وبالتأكيد لا تعكس بدقة الحقيقة الواقعية"، معتبرة أن هناك "محاولة لإجراء مقارنة بين نظم التعليم الإسرائيلية والفلسطينية وهو أمر لا أساس له على الإطلاق، ولا يمت للواقع بصلة". وأكدت الوزارة الإسرائيلية أنها "اختارت ألا تتعاون مع عناصر البحث الذين يرغبون بالإساءة وإلحاق الأذى والتشهير بالنظام التعليمي الاسرائيلي وبدولة "إسرائيل" لذا كان قرارها صائبا بعدم التعاون معهم". وقال دانيال بار تال تعليقا على تعرضه لانتقادات "لم يتحدث معي أي شخص بشكل مباشر عن رأيه لكنني هوجمت في الصحف". وأضاف "لم يعجبهم أسلوبي وطالبتهم بالاعتذار عن طريق محام وحتى الآن لم أحصل على رد". [title]انتقادات "إسرائيل" للمنهج الفلسطيني[/title] ودأبت "إسرائيل" والدول الغربية على انتقاد المنهاج الفلسطيني، مطالبين عدة مرات بتغييره لأنه يحرض على العنف والكراهية حسب رأيها. وعبر رئيس حكومة رام الله سلام فياض في بيان عن ارتياح السلطة لنتائج الدراسة "التي لم تجد في المناهج الفلسطينية أي تحريضات صارخة تجاه الآخر، مثلما تكرر الادعاءات حول مناهجنا". من جهته، قال محمد الدجاني أن "هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها المنهاج التعليمي الإسرائيلي على تصويره للفلسطيني وينظر إلى مناهجنا بعمق وموضوعية". ووجدت الدراسة في الكتب الفلسطينية اقتباسات حول النظرة للآخر في كتاب "لغتنا الجميلة" عن فتاة فلسطينية اسمها حياة جرحت في بيتها "في يوم من أيام الجمعة الذي هو يوم عطلة عندما انهمر الرصاص ودوت المدفعية". وأوردت الدراسة اقتباسات أخرى مثل "قيام العدو بتفريغ المنازل المهجورة من محتوياتها وسرقة ما يستطيعون حمله من القرية التي تحولت الى مقبرة". وحول الحالة الفلسطينية أوردت الكتب الفلسطينية أن "الشعب الفلسطيني تعرض لنكسات عدة منذ 1917 بحلول الانتداب البريطاني الذي استمر حتى نكبة عام 1948 واحتلت العصابات الصهيونية 77.4 بالمائة من ارض فلسطين واتمت احتلالها في 1967"، كما اوردت الدراسة. وبموجب اتفاقات اوسلو، شكل الفلسطينيون والاسرائيليون لجانا مشتركة لبحث المناهج الدراسية الفلسطينية والاسرائيلية. وطلب القائمون على البحث من السلطة و"إسرائيل" ان "تكون المناهج على اجندة" المناقشات في حال باشروا مفاوضات سلام. ويفيد البحث أنه في المناهج الاسرائيلية لم ترد كلمة "فلسطين" او "فلسطينيين" أو"السلطة الفلسطينية" بل "عرب"، وكذلك الأمر في الخرائط.. أما السلطة الفلسطينية فلم تدرج إسم "اسرائيل" في الخرائط. ولم تضع "إسرائيل" من حدودها سوى تلك التي تتقاسمها مع مصر والاردن. ولم تضع حدودا متعارفا عليها كالخط الاخضر الذي فصل "إسرائيل" عن الضفة الغربية في اتفاقية الهدنة في 1949.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.