شارك عشرات المواطنين وممثلون عن مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية، اليوم الثلاثاء، في الاعتصام الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسنادًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وخصص الاعتصام لدعم الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يخوضه الأسيران خليل عواودة، ورائد ريان، ضد اعتقالهما الإداري.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان إن الاعتصام المتواصل أمام مقر الصليب الاحمر يمثل صرخة دعم لكل الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المضربين عن الطعام ضد الاعتقال الإداري.
وأكد شومان أهمية استمرار حراك الأسرى الإداريين كافة، بمقاطعتهم لمحاكم الاحتلال العسكرية، خاصة أنهم يخوضون معركة قانونية حقوقية لنيل الحرية والانعتاق من استمرار عرضهم على محاكم صورية تمدد اعتقالهم بناء على ملفات سرية.
وأشار إلى أن الأسرى الإداريين الذين يزيد عددهم عن 600، وضعوا برنامجاً نضاليا يتضمن خطوات تصعيدية، قد تصل في نهاية المطاف إلى إعلانهم إضراباً عن الطعام بشكل جماعي.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك وقفات جادة وحقيقية لمتابعة ملف الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير ناصر أبو حميد الذي تراجعت حالته الصحية خلال الأسابيع الأخيرة.
ولفت شومان إلى أن سلطات الاحتلال صعدت في الآونة الاخيرة من حملات الاعتقال التي طالت مئات المواطنين في سائر المحافظات الفلسطينية، في هجمة بربرية تجلت في مدينة القدس المحتلة، حين هب الأهالي رفضا لـ"مسيرة الأعلام" التي نظمها المستوطنون.
وفي السياق، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام إن علم فلسطين الذي رفرف في سماء البلدة القديمة في القدس قبل يومين رغما عن الاحتلال، سيبقى مرفوعاً دوما في المدينة بهمة أهلها ومناضليها الذين يدافعون عن شرف وكرامة كل الأمة.
وأضافت أن الأعلام التي حملها المستوطنون في مسيرتهم بالقدس، ما هي إلا أعلام لدولة احتلال واهية مصيرها إلى زوال، وتطلب رفعها الآلاف من الجنود والقوى المدججة بالسلاح.
وحيّت غنام أبناء وبنات القدس والمرابطين فيها والمرابطات، وكل من خرج في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة، دفاعا عن المدينة المقدسة.
وأكدت محافظ رام الله والبيرة ضرورة البقاء على عهد الدفاع عن حرية الأسرى، وخاصة المرضى وكبار السن والمرضى والإداريين. وأضافت: "نقول لهم كلما اشتد الظلام اقترب الفجر وفجرنا قريب، وزوال قوة الاحتلال الصهيونية الإرهابية سيكون قريبا".
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف إن رفع العلم الفلسطيني كلل صورة الصمود والتحدي التي جسدها أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة، أمام ما سميت بـ"مسيرة الاعلام"، وفي الهبة الشعبية التي شهدتها كل محافظات الوطن.
وأضاف أن رفع علم فلسطين في القدس شكل تحديا للاحتلال، وأفشل كل محاولاته بإظهار سيادته على المدينة وكسر إرادة الصمود والتحدي لدى الشعب الفلسطيني.
ووجه أبو يوسف التحية إلى الأسرى الأبطال في زنازين الاحتلال، وعلى رأسهم القدامى والمرضى والنساء والأطفال والإداريون والمضربون عن الطعام والمحتجون على الاعتقال الإداري.
بدوره، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، نائب مفوض التعبئة والتنظيم عبد المنعم حمدان إن استمرار الفعاليات المساندة للحركة الأسيرة في حرم مقر الصليب الأحمر، يأتي للتأكيد على أهمية إخضاع الاحتلال لمحاكم دولية، على خلفية ما يرتكبونه من جرائم بحق الأسرى.
وقال إن جنود الاحتلال هم الذين يتوجب رفع الدعاوى عليهم ومحاكمتهم دوليا، وهم من يجب أن يكونوا في السجون وخلف القضبان، فيما الأسرى الفلسطينيون يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني وحريته، ويقفون في وجه الاحتلال الذي يقف كل يوم خلف جريمة قتل واستهداف.
وشدد على أهمية الوقوف خلف المناضلين من الشهداء والأسرى والجرحى، والسعي المستمر وراء الخلاص من الاحتلال ووقف المعاناة والظلم والإجرام ونيل الحرية كما تعيشها بقية شعوب العالم.
وطالب حمدان المنظمات الحقوقية والقانونية والإنسانية بالعمل على منع استمرار إسرائيل من البقاء خارج القانون الدولي والإفلات من العقاب بحماية أميركية وبريطانية.
وشدد على رفض سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي، الذي يتباكى على ضحايا الأزمة الروسية الأوكرانية ولا يلتفت لمعاناة الفلسطينيين.
من ناحيته، قال مدير عام نادي الأسير عبد الله الزغاري إن الأسرى يحتلون مواقع متقدمة في خندق مقاومة الاحتلال وهم في ساحة اشتباك يومي مع المنظومة الإسرائيلية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني.
ونوّه الى أن العقود العديدة التي مضت منذ احتلال فلسطين، وما تخللها من ظلم وقهر وجرائم واضطهاد، لم تكن كافية للمحتل لأن يرفع علماً بكل حرية داخل القدس وشوارعها، بل هم الطرف الذي كان أكثر خشية بعد أن أحضر آلاف الجنود المدججين بالسلاح لحماية مسيرة المستوطنين.
وأضاف أن الفلسطينيين أصحاب الارض والمقدسات والشجر والحجر سيستمرون في النضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، وأن دولة الاحتلال إلى زوال.