12.23°القدس
11.92°رام الله
11.08°الخليل
18.09°غزة
12.23° القدس
رام الله11.92°
الخليل11.08°
غزة18.09°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
جبر الاخرس

جبر الاخرس

فقدان السيادة واستمرار حالة الاشتباك

هل ذكر التاريخ لنا وأخبرنا في كُتبه أو حتى قُل غفِلت بعض الروايات فقالت أن "صاحب حق" يخرُج كل فينةٍ وأخرى من بيته منادياً على بابه "هذا بيتي هذا بيتي" بل ومستجدياً من جيرانه اعترافهم به جاراً شرعياً صاحب حق؟ هل سبق ذلك ...

لن نذهب بعيداً فقد وضحت بدايتي؛ فقد قامت الصهيونية على مبدأ جمع التيه والتشرذم اليهودي حول العالم ليكونوا تحت مظلة واحدة بعيداً عن حالة الاحتقار والتهميش التي تعاني منها الأقليات وخوفاً من الذوبان في المجتمعات الأوروبية واختاروا أرض فلسطين لتكون هي الأرض الموعودة لهم؛ وعليه فقد ارتكبت الحركة الصهيونية عبر عصاباتها الارهابية المسلحة " الهاجاناه، الأرجون، البالماخ وغيرها " في الفترة بين 1937 و1948 ما زاد  عن 75 مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد فلسطيني، فضلا عن إصابة الآلاف من الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، وسارع الكيان فور إعلان قيامه المزعوم في عام 1948م لطمس الهوية التاريخية لفلسطين وخاصة القدس صاحبة الهوية العربية الإسلامية الحقيقية بِسَوق شُذاذ الأرض من اليهود لفلسطين بعد أن ضاقت بلدانهم بتصرفاتهم ذرعاً؛ ومنذ ذلك اليوم وحتى اللحظة ومسار التهويد لم يتوقف لبُرهة وقوافل المهاجرين الصهاينة تترى على قُرانا ومُدننا دون توقف مما أثر بشكل كبير على التوزيع الديموغرافي لمدينة القدس حيث تشير تقارير العدو الأحصائية أن عدد السكان في القدس 951,100 نسمة في العام 2020، بينهم 570,100 يهودي (61%) و366,800 فلسطيني (39%)، بينهم 353,800 مسلم و12,900 مسيحي.

في حين أن استمرار تشبث الفلسطيني صاحب الحق بأرضه ومقاومته كان السبب الحقيقي وراء اختلال ميزان الهجرة اليهودية للقدس خلال العام الماضي  بانتقال أكثر من 20 ألف صهيوني من القدس للسكن خارجها بسبب التوترات الأمنية في المدينة وفقا لمكتب الاحصاء المركزي للعدو.

لم ترضح القدس يوماً منذ 55 عاماً على احتلالها لوهم السيادة المزعوم ولم تقبل على نفسها قط أن تنهار أمام خذلان وتطبيع الحكومات العربية سراً وعلانية وبقيت صامدة حرة لكنها مكلومة مثقلة بآهات أهلها الذين يعانون من أبشع نُظم التمييز في تاريخنا الحديث.

لقد مارس الاحتلال الصهيوني كل طرق فرض السيادة على القدس من "تغيير اسماء كل شيء حتى الشوارع والأزقة وفرض قانون أملاك الغائبين ومنع تصاريح البناء وتقييد الحركة وفرض الضرائب وسرقة البيوت وغيرها .." دون أن يثبت حقه فيها.

وقد كان يُكلل هذه الجرائم بمسيرة الأعلام التي بدأ الاحتلال بممارستها احتفاءً بإحتلاله شرق القدس خلال حرب 1967 وقد توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين، ثم استأنف تنفيذها دون أن يلتفت أحدٌ لها تسليماً بأمر واقع كساه الذُل والهوان؛ حتى قَيَّض الله لهذه البقعة المباركة مقاومة تُعيد للقدس مكانتها التاريخية وتمنع مسيرة الأعلام بواقع قوة الحق في إطار معركة بطولية في مايو 2021 أسمتها المقاومة "سيف القدس"؛ وفي هذا العام استبقها الاحتلال بتنفيذ مناورة هي الأكبر في تاريخه أسماها "عربات النار" يتزامن انتهاؤها مع تنفيذ المسيرة ليكُن تنفيذها هذه المرة في ظل ظروف أمنية وتأهب عسكري لم يسبق حدوثه في تاريخ الكيان وهذا ما يتنافى قطعاً مع ما تدعيه قيادة الكيان بسيادته على القدس.

إن استمرار حالة اللا سيادة للاحتلال على القدس تتطلب استمرار حالة الاشتباك معه في في كل جغرافيا فلسطين وتسجيل النقاط واحدة تلوى الأخرى لصالح القضية الفلسطينية ضمن أشكال مقاومة متعددة تستثمر كل المقدرات والمكونات والمواقف الداعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بجرائم الاحتلال.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن