بعد ساعات من قيام طائرات الاحتلال بتنفيذ مناورة لهجوم بعيد المدى في البحر المتوسط، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، جاك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي آيال خولتا، التقيا واتفقا على العمل بالتنسيق ضد برنامج النووي الإيراني.
في المقابل، ألمح وزير الحرب بيني غانتس إلى إمكانية تنفيذ هجوم على إيران، بزعم أن ثمن وقف برنامج النووي اليوم أقل مما سيكون عليه بعد عام.
وجاء الإعلان الأمريكي بعد تأكيد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات المقاتلة أجرت تدريبات جوية فوق البحر المتوسط لممارسة هجمات بعيدة المدى.
يوآف زيتون وإيتمار آيخنر الكاتبان في صحيفة يديعوت أحرونوت، أفادا، بأن التدريب الجوي اللافت الذي استدعى الإعلان الأمريكي أتى كجزئية ضمن المناورات الضخمة "عربات النار"، التي تستمر لمدة شهر كامل، وكجزء من تسريع الاستعداد لسيناريوهات حرب متعددة الساحات.
ورأت الصحيفة أن الاحتلال دأب على تحذير الغرب، من أن إيران تقترب من نقطة يمكنها من خلالها الاندفاع نحو تطوير قنبلة نووية، بمجرد أن تختار، بالتزامن مع الانهيار المتوقع للمحادثات النووية.
وأضافت: "القلق الإسرائيلي تنامى بالتزامن مع إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تقريرًا جديدًا يفيد بأن خزان اليورانيوم المخصب بنسبة 60% الذي تحتفظ به طهران زاد بمقدار 9.9 كغم إضافية في الربع الأخير، ويبلغ الآن 43.1 كغم، ما يعني أن إيران تقترب من كمية كبيرة بما فيه الكفاية من المواد التي إذا تم تخصيبها بشكل أكبر، إلى مستوى الـ90%، ستكون كافية لتطوير قنبلة نووية واحدة".
ويتداول الإسرائيليون تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويعممونه على مختلف السفارات الغربية في تل أبيب، ويعني على أية حال أن إيران تقترب من مستوى الدخول إلى نادي النووي، الأمر الذي دفع دولة الاحتلال لإجراء هذه المناورة الجوية المفاجئة، وفي الوقت ذاته صدور هذا الموقف الأمريكي الغريب، ربما خشية من واشنطن أن تكون تل أبيب عازمة على مهاجمة طهران دون التنسيق المسبق معها، ما سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة.
مع العلم أن غانتس سبق له أن أدلى بتصريحات قد تهيئ الأجواء في الولايات المتحدة لمثل هذا الخيار العسكري المكلف، حين زعم أن إيران تقف على بعد بضعة أسابيع فقط من تراكم المواد الانشطارية التي ستكون كافية لصنع أول قنبلة نووية بحوزتها، ما سيجعل الخيارات الإسرائيلية مفتوحة على كل السيناريوهات.