24.45°القدس
24.66°رام الله
23.86°الخليل
28.97°غزة
24.45° القدس
رام الله24.66°
الخليل23.86°
غزة28.97°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: لعب الأطفال في الشوارع.. هل من بديل؟

تفتقر مناطق قطاع غزة إلى أماكن ترفيهية للأطفال، فالسائر في شوارع محافظات غزة ستصافح عيناه مشاهد متكررة ومؤثرة لأطفال تلك الأحياء الذين لا يجدون ملاذاً لهم يمارسون فيه اللهو البريء والترفيه غير الشوارع أو قطعة أرض خالية يتطاير من أرضياتها الغبار الخانق. الطالب خليل أحمد (12 عاماً) وأصدقاؤه ما إن يعودوا من مدرستهم حتى يبادروا عصر كل يوم بالنزول إلى الشارع ليبحثوا على زقاقاً من أزقتـه المتلاصقة يحـولونه إلى ملعب مرماه من خشبة متهالكة أو أحذية أو خردة بلاستيكية. الطالب خليل يعلق بالقول "نحن ننزل للعب في الشوارع حتى نرفه عن أنفسنا بعد فترة الدوام الدراسي, وما دفعنا للشارع هو نقص الملاعب الرياضية والنوادي والأماكن الترفيهية في القطاع". ويوضح "كثيراً ما نتعرض للمشاكل نتيجة لعبنا في الشارع ,فالجيران لايريدون الإزعاج وحتى لو سقطت كرتنا في منزل أحدهم تقوم الدنيا ولاتقعد". ويبرر خليل استمراره باللعب هو ورفقته بالقول: "لقد التهم العمران أغلب الأراضي الخالية التي كنا نلعب بها والتي كانت بعيدة عن الجيران ولا تسبب إزعاج لهم, كما أن غياب الأماكن الترفيهية حيث لاتوجد حدائق ولا ملاهي دفعنا للشارع واللعب به ". [title]أولياء الأمور[/title] والد الطفل ماهر غنيم يقول: "نحن ندرك حجم الخطر المحدق الذي يتربص بأطفالنا جراء اللعب في الشارع وعلى الرصيف وفي تلك الأراضي الترابية إن وجدت، فنحن نحاول منعهم من اللعب، لكنهم في المقابل يعيشون حياة أشبه بالسجن خلف أربع جدران لا تحقق للطفل الانطلاق ولا تتيح له حرية الحركة مما يؤثر سلباً على نفسياتهم وعلى تكوينهم النفسي والشخصي". ويتابع: "رغم أننا نحاول أن نوفر لهم بعض الألعاب الإلكترونية في المنازل إلا أنها لا تغني عن الجري واللعب مع الأقران والانطلاق والتواصل البصري مع ما حولهم مما يؤثر على اكتسابهم مهارات اجتماعية مهمة يصنعها وجود حدائق وملاهي أطفال في كل حي". ومضى يقول: "نحن مضطرون لمنعهم من اللعب في أماكن كهذه خوفاً على حياتهم وصحتهم، حيث السيارات والدراجات النارية تحيط بهم والسقوط على الرصيف والإسفلت غير مأمون العواقب واللعب في أرض يتطاير منها الغبار يعرضهم لأمراض الجهاز التنفسي، لذلك نفضل بقاءهم في المنزل خوفاً عليهم". [title]الجيران متضايقون[/title] الحاج السبعيني محمد أبو لبدة والذي يجلس عصراً على باب بيته طمعاً في الحصول على شمس تجدد النشاط لجسمه, وتخفف عنه كاهل شيخوخته. يقول السبعيني: "كثيراً ما أتضايق من هؤلاء الأطفال من صراخهم العالي خصوصاً أنني مصاب بارتفاع ضغط الدم, وأكثر من مرة تصيبني الكرة من هؤلاء الأطفال". ويؤكد أبو لبدة أنا لا ألوم هؤلاء الأطفال فهم بحاجة إلى اللعب, ولكن يجب توفير أماكن مناسبة لهم بعيداً عن الشوارع. [title]السائقون معترضون[/title] السائق رامي جودة يقول: "كثيراً ونحن نقود السيارة نتفاجأ بالأطفال يلعبون في الشارع مما يسبب ازدحاماً بين المركبات خصوصاً عندما تكون الطريق في اتجاه واحد مما يدفعنا للانتظار حتى يفسح الأطفال لنا الطريق ونعبره, حتى أن مرماهم التي تكون أحياناً من الخشب أو الحجارة تشكل عائقاً لنا. ويضيف الأطفال قد ينسون مرماهم ويذهبون ونحن نعاني من هذه المشكلة خصوصا في فترة الليل عندما لا نرى مثل هذه الحجار أو غيرها. الأطفال وأولياء الأمور يتمنون لو التفتت الجهات ذات العلاقة لمعاناتهم ويطالبوا بسرعة إنشاء حدائق في كل حي وتشجيرها وتزويدها بالملاهي وألعاب الأطفال خوفاً على حياة الأطفال وصحتهم وحتى يتمكنوا من استغلال مهاراتهم بالشكل الصحيح. [title]مساع حكومية للحل[/title] جمال العقيلي مدير عام الإدارة العامة للطفولة بوزارة الشباب والرياضة أوضح أن الاحتلال ركز في حربه الأخيرة على استهداف الطفولة الفلسطينية حيث بلغت نسبة الأطفال الشهداء 25%,والإصابات 32%,معظمهم تحت سن 5 سنوات. وأوضح العقيلي أن الاحتلال تعمد قصف الملاعب حيث قصف ملعبي التفاح واليرموك. وبين أن الوزارة اجتمعت بعد الحرب مباشرة لوضع خطة لمعالجة الأطفال حيث تم اعتبار شهر 12 شهر الطفولة. وحول إذا ما كانت هناك خطة لدى الوزارة لحل مشكلة لعب الأطفال في الشوارع أوضح أنه تم تقديم مخطط حضري لوزارة التخطيط لتوفير مساحات خضراء وملاعب ونوادي, الأمر الذي لاقى قبولاً من قبل وزارة التخطيط ولكنه يحتاج لفترة من الزمن. وكشف العقيلي أنه سيتم ترميم ملعب فلسطين ولكن هذه المرة بالعشب الصناعي ليتم اللعب عليه يومياً, بدلاً من ثلاث مرات في الأسبوع الأمر الذي كان يتحمله العشب الطبيعي. ودعا أصحاب القرار لمحاكمة الاحتلال لانتهاكه لاتفاقية حقوق الطفل, "إننا بحاجة لتكاثف الجميع للجم الاحتلال". وتبقى إبداعات أطفال غزة بحاجة إلى من يستغلها ويوظفها, فهؤلاء الصبية الذين يلعبون الكرة في الشوارع تجد بعضهم يمتلك مهارات متميزة في اللعب ولكنها تبقى مطموسة في الشارع لا تجد من ينميها.