جميع الأطفال بدون استثناء يسيئون التصرف، بداية من الصراخ ونوبات الغضب والانهيارات إلى التحدي العام، وهذه السلوكيات التي نخجل منها أحيانا تعد أمرا طبيعيا وهي جزء من نموهم ورؤيتهم يكبرون.
ولكن هناك بعض التصرفات التي تدعو للقلق لأنها قد تبدو غير مهمة ويتوقع الوالدين أنها سلوكيات عابرة وسيتم إصلاحها مع الزمن، إلا أن هذا غير صحيح فقد يتطور الأمر ويتحول إلى عادات غير مقبولة اجتماعيا.
وحينما تلاحظ أن ابنك يقوم بسلوكيات مثل مقاطعتك في أثناء الحديث أو تهويل الحقيقة وعدم طلب إذنك للقيام ببعض الأمور وكذلك تجاهل سماعك حينما تطلب منه القيام بأمر ما، يجب الانتباه إلى هذه السلوكيات وعدم تجاهلها.
وفيما يلي أبرز 6 تصرفات يجب على الآباء محاولة إصلاحها والتخلص منها في مهدها.
المقاطعة عندما تتحدث
وفقا لموقع "فيري ويل فاميلي" ( verywellfamily)، فإن طفلك قد يكون متحمسا بشكل لا يصدق لإخبارك بشيء ما أو طرح سؤال. وفي ذهن طفلك، يكون الشيء الذي يحتاج إلى إخبارك به هو أهم شيء في العالم، فهو لا يدرك أن الآخرين قد يكون لديهم احتياجات لا تقل أهمية عن احتياجاتهم.
لكن السماح له بمقاطعة حديثك لا يعلمه كيف يراعي الآخرين أو كيف يشغل نفسه عندما تكون مشغولا. وحتى لو أخبرت طفلك الصغير مرارا وتكرارا أنه من المفترض أن ينتظر حتى تتوقف بشكل طبيعي عن محادثتك ويقول بأدب "معذرة"، فقد لا يتذكر ذلك دائما.
ولوضع حد لهذا السلوك الصعب، فإنه يجب عليك في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك إجراء مكالمة أو الترتيب لزيارة لصديق، أخبر طفلك أنك بحاجة إلى الهدوء وعدم مقاطعتك. بعد ذلك، اجعله ينخرط في نشاط ما أو دعه يلعب بلعبة خاصة ويظل مشغولا حتى تنتهي.
ولتثبيط هذا النوع من المقاطعات أيضا، قم بإنشاء إشارات يتعرف عليها طفلك. على سبيل المثال، وإذا وضعت يدك على كتفه فقد يشير ذلك إلى أنك تدرك أنه بحاجة إليك وستكون معه قريبا. أما إذا رفعت إصبع أو إصبعين فهذا يعني أنك ستكون معه خلال دقيقة أو دقيقتين.
قم بإيماءة بالرأس في إشارة إلى تذكيره بالمقاطعة بأدب. وعندما يستجيب طفلك وينتظر مقدار الوقت المناسب للسماح لك بإنهاء محادثتك أو مهمتك، عليك أن تقوم بمدحه، هذا التعزيز الإيجابي سيقطع شوطا طويلا في المرة القادمة التي يحتاج فيها إلى مقاطعتك.
ويجب أن يكون لديك أهداف معقولة وفق عمر طفلك، ولا يمكن أن تتوقع أن يتمكن طفل في الثالثة أو الرابعة من الانتظار أكثر من دقيقتين لتنتبه إليه، وكلما كبر طفلك يمكنك إطالة مقدار الوقت الذي تجعله ينتظر قبل أن تستجيب لمقاطعته.
على الأهل مواجهة السلوك العدواني لطفلهم على الفور (شترستوك)
وفق موقع "بيرنتس" (parents)، فإنه عندما يلكم طفلك زميلا له في أثناء اللعب يجب عليك أن تتدخل، لكن لا يجب أن تتجاهل أيضا الأعمال العدوانية الأكثر دهاء مثل دفع أخيه أو معاقبة صديق أصغر منه.
إذا لم تتدخل بجدية يمكن أن يصبح هذا السلوك القاسي عادة متجذرة لدى طفلك في سن الثامنة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يرسل رسالة مفادها أن إيذاء الناس أمر مقبول.
ويجب عليك مواجهة السلوك العدواني على الفور. اسحب طفلك جانبا وقل له إن هذا يؤلم واسأله كيف سيكون شعوره إذا فعل شخص آخر هذا به. أكد له أن أي عمل يضر بشخص آخر غير مسموح به، أما إذا كرر الفعل العنيف مرة أخرى فعليك أن تنهي اللعب على الفور.
التظاهر بعدم سماعك
إخبار طفلك مرتين أو 3 أو 4 مرات بفعل شيء لا يريد القيام به، مثل الذهاب إلى النوم أو وضع ألعابه في مكانها، يرسل رسالة مفادها أنه لا بأس من تجاهلك.
يقول كيفين ليمان، عالم النفس الحاصل على دكتوراه، لموقع "بيرنتس" "إذا سمحت لهذا السلوك بالاستمرار فمن المرجح أن يصبح طفلك متحديا ومسيطرا".
ولإصلاح هذا السلوك وبدلا من التحدث إلى طفلك من بعيد اذهب إليه وأخبره بما يحتاج إلى القيام به. تأكد من أنكما تقومان بالاتصال بالعين وأنه يستجيب بالإيجاب، وفي حال لم يتحرك افرض عليه عقوبة فورية.
السلوك الوقح يبدأ غالبا عندما يقلد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الأطفال الأكبر سنا (غيتي)
لا يطلب الإذن
قد يكون من اللطيف أن يمشي طفلك البالغ من العمر عامين لإخراج البسكويت الذي يحبه من الخزانة ولكن ماذا ستفعل إذا بلغ الثامنة من العمر وذهب لزيارة صديق له في نهاية الشارع من دون أن يطلب الإذن لذلك؟
لا يجب السماح لطفلك بالتحكم في الأنشطة التي يجب أن تنظمها له بنفسك لأن ذلك يعلمه عدم اتباع القواعد.
إذا قام طفلك بتشغيل التلفزيون من دون إذن، على سبيل المثال، أخبره أن يغلقه ويقوم بالاستئذان أولا مع ضرورة ذكر القاعدة بصوت عال لأن هذا سيساعده على استيعابها.
السلوكيات الوقحة
حينما تتحدث إلى طفلك قد تلاحظ أنه بدأ في لف أعينه لأعلى أو لأسفل أو يستخدم نغمة صوتية غير محببة أو معترضة حينما لا يعجبه كلامك.
هذا السلوك الوقح يبدأ غالبا عندما يقلد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الأطفال الأكبر سنا. ويفعل الأطفال ذلك لاختبار رد فعل والديهم، ولكن بعض الآباء يتجاهلون هذا النوع من السلوكيات لأنهم يعتقدون أن ذلك مرحلة عابرة.
لكن الحقيقة أنه إذا لم تواجهها، فقد تجد نفسك مع طالب في الصف الثالث الابتدائي غير محترم يواجه صعوبة في تكوين صداقات والاحتفاظ بها.
ولإصلاح هذا السلوك، اجعل طفلك يدرك جيدا أنك لاحظت سلوكه وأنه غير مقبول ولا يجب تكراره مرة أخرى. قل له على سبيل المثال، "عندما تدير عينيك هكذا فهذا يعني أنك لا تحب ما أقوله".
لا تجعل طفلك يشعر بالسوء ولكن أظهر رفضك للسلوك وفي حال استمر في تكرار ذلك يمكنك رفض التفاعل معه والابتعاد أو وضع العقاب الذي تراه مناسبا.
الأكاذيب البيضاء
يبدأ الصغار في سرد بعض المبالغات القليلة لأصدقائهم مثل أنه يمكنه الجري لمسافة كيلومتر في 4 دقائق أو أنه أكل كل خضرواته بينما لم يلمس حبة بازلاء واحدة. هذه الأكاذيب البيضاء الصغيرة ليست ضارة، لكنها ليست الحقائق بالضبط.
ويمكن أن يصبح الكذب عادة تلقائية إذا تعلم طفلك أنها طريقة سهلة لتحسين مظهره، وإذا تعلم أنها طريقة سهلة لتجنب القيام بشيء ما وأنه في حال تم استدراك أنه يكذب فإنه يمكنه تجنب العقوبة.
اجلس مع طفلك وضع الأمور في نصابها، دعه يعرف أنه إذا لم يقل الحقيقة فلن يصدقه الناس. حاول معرفة دوافعه للكذب للتأكد من أنه لا يحقق مراده من عدم قول الحقيقة.
على سبيل المثال، إذا قال طفلك إنه غسل أسنانه بالفرشاة بينما لم يفعل ذلك، اطلب منه العودة وتنظيفها، وبالتالي إدراك أن الكذب لا يجدي نفعا على أية حال.