دفع نجاح أول تجربة إنجاب من خلف القضبان، لزوجة الأسير عمار الزبن المحكوم 26 مؤبداً و25عاماً، عدد من الأسرى لتهريب نطفهم من داخل السجون، لإجراء عمليات زراعة. فقد كان مهند بمثابة سائق الشاحنة الذي فتح الطريق لمزيد من زوجات الأسرى لـ"الحمل عن بعد"، وتحقيق أحلامهن بالأمومة، وأحلام أزواجهن بالأبوة، ولو كانوا انتزعوا هذا الحق انتزاعاً. المفاجأة تمثلت بنجاح حمل أربع من زوجات هؤلاء الأسرى، وهنّ رماح السيلاوي زوجة الأسير أسامة السيلاوي من جنين ، وسلام نزال زوجة الأسير علي نزال من قلقيلية، وزوجة الأسير رأفت القروي، وليديا الريماوي زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله وجميعهم من الأسرى ذوي الأحكام العالية. والآن الحمل في الشهر ما بين الثاني والرابع، بعد تمكن أزواجهن من تهريب السائل المنوي من داخل السجون، وهناك نحو ثماني زوجات أخريات خضعن لعمليات زراعة، وبانتظار نجاح الحمل. مدير عام مراكز رزان لأطفال الأنابيب الدكتور سالم أبو خيزران، الذي أجرى عمليات التلقيح قال: "إن المركز يحتفظ بعشرات العينات التي تم تجميدها بأسماء أصحابها الأسرى، ويمكن استخدامها لعمليات الزراعة لاحقاً. وأكد أن ولادة الطفل مهند ابن الأسير عمار الزبن، في شهر رمضان الماضي، كان حافزاً للعديد من الأسرى من ذوي الأحكام العالية ومن شارفت زوجاتهم على بلوغ سن الأربعين، لكي يحاولوا الإنجاب قبل فوات الأوان". [title]حلم لا ينتهي[/title] وأضاف: "هناك المئات من الأسرى المتزوجين والمحكومين بأحكام عالية، وبعضهم أمضى فترات قصيرة مع زوجاتهم، وتتيح هذه الطريقة لهم فرصة الإنجاب"، مبيناً أن الأسرى الذين يخرجون بعد سنوات طويلة وتكون زوجاتهم قد تجاوزن سن الإنجاب، يتعرضون لضغوط من الأهل من أجل الزواج بزوجة ثانية من أجل الإنجاب، وفي نفس الوقت يجد الأسير أنه ومن باب الوفاء لزوجته التي انتظرته لسنوات طويلة عدم الزواج مرة ثانية، وبالتالي، فإن الإنجاب بهذه الطريقة تخرج الأزواج الأسرى من هذا المأزق. وكان معظم علماء الدين الإسلامي أجازوا الإنجاب بهذه الطريقة، ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ حامد البيتاوي -رحمه الله- والدكتور عكرمة صبري. ويتبع المركز عدة إجراءات قبل إجراء عمليات الزراعة، ومنها أن على الزوجة إحضار أحد أقربائها وأحد أقرباء زوجها عند تسليم عينة السائل المنوي للمركز، ويتم إجراء فحوصات للتأكد من سلامة العينة، خاصة وأن أقصى مدة يمكن للعينة أن تعيشها هي 24 ساعة، وما نسبته 70% من العينات التي وصلت للمركز كانت صالحة، وقد تم تجميدها والاحتفاظ بها تمهيداً لإجراء عمليات زراعة. [title]شعور لا يقاوم[/title] وقالت والدة الأسير رأفت القروي المحكوم 15 عاماً أمضى منها 7 سنوات، إن ابنها تزوج وهو مطارد، ولم يمكث مع زوجته سوى 3 شهور. فيما عبرت زوجة الأسير أسامة سيلاوي من جنين، المحكوم بأربعة مؤبدات و55 سنة، أمضى منها 20 سنة، عن سعادتها البالغة وهي تستعد للإنجاب مجدداً بعد عشرين عاماً من إنجاب ابنتها الوحيدة، التي كان عمرها ستة شهور عندما اعتقل والدها. أما زوجة الأسير علي نزال، المحكوم 20 عاماً أمضى منها 6 سنوات، فقد أنجبت ثلاث بنات قبل اعتقال زوجها. فيما بينت زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي، المحكوم بالسجن 25 عاماً أمضى منها 12 سنة أن نجاح تجربة الأسير عمار الزبن شجعتها وزوجها على الإنجاب بهذه الطريقة، خاصة وأن لديها ابنة وحيدة عمرها 12 سنة. [title]دلالات هامة[/title] من جانبه قال مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش: "إن إنجاب الأسرى بهذه الطريقة يحمل دلالتين هامتين، الأولى أن الأسرى خاصة ذوي المؤبدات، يعتبر السجن بالنسبة لهم انتهاء لمسيرة الحياة، وبنجاحهم في الإنجاب فإنهم يجددون مسيرة الحياة، ويتحدون الاحتلال، أما الدلالة الثانية، فهي الإبداع الفلسطيني في مواجهة إصرار الاحتلال على تدمير حياة الأسير". ولفت إلى أن عملية تهريب النطف عملية معقدة يجب تنفيذها خلال ساعات قليلة، وهو ما عجزت عن اكتشافه إدارة السجون حتى الآن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.