ذكر تقدير إسرائيلي، أن حركة حماس ستحاول توجيه ضربة استباقية مفاجئة في أي مواجهة قادمة.
ومع أن العام المنصرم سجل أقل عام أطلقت فيه صواريخ على مستوطنات غلاف غزة منذ عام 2009، لكن التحذيرات الإسرائيلية مستمرة بشأن تنفيذ هجوم دون سابق إنذار على هيئة تسلل إلى مستوطنات الغلاف.
في الوقت ذاته، تزعم محافل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن حماس استلهمت واحدا من دروس الحرب الأخيرة 2021، يتمثل في أنه بدل الانجرار إلى جولة قتال مع الاحتلال، فإنها ستفضل خيار المفاجأة والمبادأة بالمواجهة؛ لأنها تعتقد أنها قادرة على تسجيل إنجاز مهم من ضربة افتتاحية مفاجئة، رغم أن الحركة سعت أكثر من مرة، وفقا لإعلانها الرسمي لتحقيق إنجاز عسكري كبير، يتمثل في خطف مستوطن أو جندي، أو التسلل للمستوطنات لتنفيذ هجوم كبير.
يوآف زيتون الخبير العسكري ذكر في تقرير إجمالي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "تقديرات الجيش تفيد بأن الضربة الافتتاحية المفاجئة لحماس لن تكون وابلا من الصواريخ، بل من عمق الأرض بإرسال عشرات المسلحين من وحدات النخبة عبر الأنفاق، بوصولهم عدة عشرات من الأمتار تحت الحاجز الجديد على الحدود، رغم أن الأنفاق الأخرى تصل بضع مئات الأمتار منه، مما دفع فرقة غزة في قيادة المنطقة الجنوبية بهيئة الأركان لإنشاء مفهوم لحماية الجدار الحديدي تحت الأرض الممتد 65 كيلومترا من الحدود، لمنع أي فرصة لإنشاء نفق داخل الحدود، ويتمثل بنفق جديد مرتفع، وسياج بارتفاع 7 أمتار".
تشير هذه التقديرات الإسرائيلية إلى بقاء المقاومة في غزة على صدارة أجندتها العسكرية، بجانب التهديدات الأخرى المحيطة بدولة الاحتلال، لكن غزة تمتاز بخطورة إضافية تتمثل في كون المسافة الفاصلة بينها وبين المستوطنات الإسرائيلية تكاد تقترب من الصفر، رغم الإجراءات الأمنية المكثفة، وإقامة الأسوار الإلكترونية والجدران الحديدية، لكنها لم تمنع الاحتلال من إبقاء غزة تتصدر اهتماماته الأمنية ومخاوفه العسكرية.
ورغم أن العام المنصرم شكل هدوءا نسبيا بالنسبة لمواجهات المقاومة والاحتلال على حدود غزة، لكن القناعات الإسرائيلية التي لا يساورها شك، تؤكد أن المقاومة تتحضر ليوم المواجهة الحقيقية، أي إنها مشغولة أكثر في الاستعداد والتحضير، مما يشكل مصدر قلق حقيقي للاحتلال، ويبذل في سبيل معرفة هذه المخططات جهودا أمنية واستخبارية هائلة، دون جدوى، ولذلك فهو يبقي قواته على حدود القطاع في حالة استنفار وجاهزية في درجاتها القصوى، تحسبا لحدوث ما يتخوف منه.