احتفى شعبنا الفلسطيني ونشطائه بإعادة ترميم مرصد “الفاتح” التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمال قطاع غزة، عقب ساعات من استهدافه بشكل مباشر في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع، صباح أمس السبت.
وما زاد من جمالية "الفاتح" أنه تزين بصورة جمعت شهداء جنين، المقاومين الثلاثة القسامي براء لحلوح وليث أبو سرور ويوسف صلاح، والذين ارتقوا فجر الجمعة الماضية على أرض الحارة الشرقية في مدينة جنين.
ويرى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني باسم زعارير أن لهذا المشهد رمزية ذات قيمة وطنية، تبرز التحدي والاستعداد، كما تبرز اعتبار المقاومة في غزة أن المقاومة في الضفة امتداد لها وتسعى لنفس الأهداف.
ولفت زعارير إلى أن مقاومة غزة وعلى رأسها كتائب القسام ترفع القبعة اليوم احتراما لجهد وجهاد الضفة، رغم تواضعه بسبب المتابعة والملاحقة والتضييق من قبل الاحتلال والسلطة معًا.
وأضاف زعارير أنه بالنسبة لارتباط المشهد بالوقت، فهذه إشارة بأنهم أعادوا ترتيب المرصد خلال ساعات، حيث قصف وأعيد ترميمه في يوم استشهاد المقاومين الثلاثة في جنين.
وأشار زعارير إلى أن صورة شهداء جنين على مرصد الفاتح حملت رسالة للسلطة، مضمونها المقارنة بين من ينسق أمنيًا مع الاحتلال ويلاحق المقاومين، وبين من يرعى ويدعم المقاومة.
واعتبر ناشطون أن هذه الخطوة بمثابة رسالة تحدٍّ للاحتلال، تؤكد ثبات المقاومة وإصرارها على مواجهته وفرض واقع جديد في المنطقة، وفق قولهم.
وأكد الناشط محمد شكري أن مرصد المقاومة الذي تم إعادة تجهيزه يرسل رسالة قوية برفع صورة شهداء جنين: "دم واحد و وطن واحد"، وهي إشارة تحدي وثأر.
ويرى الناشط محمد الفاتح أن هذه الخطوة أكدت على وحدة الساحات، أينما يوجد فلسطيني فهناك مقــاومة، وهذه غزة تحمل العنوان، وترسل الاشارة، ليلتقطها كل حر ويبادر.
ويوضح الناشط يحيى بشير أن مرصد المقاومة شمال القطاع، يمثل حالة الندية بين صاحب الحق والمحتل الغاصب، ويجسد تمثال الحرية الوحيد، وسط أكوام من خراب التطبيع والتنسيق الأمني.
وزفّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية والإسلامية، ثلة من أبطال المقاومة الميامين، الذين اغتالتهم قوة خاصة صهيونية في مدينة جنين، فجر الجمعة.
وأكدت حركة حماس على أنّ عملية الاغتيال الجبانة التي ارتقت خلالها هذه الثلة من رجال فلسطين، وأصيب ثمانية آخرون خلال اقتحام المدينة، لن تمرّ دون حساب.
وشددت على أن "شعبنا الثائر المجاهد ومقاومته الباسلة يعرفون كيف يضربون العدو ويردّون على جريمته النكراء، بما يشفي الصدور المؤمنة، ويقرّب شعبنا من لحظة الخلاص من هذا المحتل المجرم ورحيله من أرضنا".