يعتبر ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد ALL أكثر أنواع السرطانات شيوعاً التي تصيب الأطفال، لكن شكل سرطان الدم ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد- T الذي ينشأ من خلايا سلالة T المبكرة له نتيجة أسوأ من ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد- B، كما أن التشخيص الخاص بـ T-ALL المنكسرة سيء للغاية وهناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة.
اكتشفت دراسة مشتركة أجرتها كلية الطب وتكنولوجيا الصحة بجامعة تامبيري في فنلندا، ومعهد ماساتشوستس للأبحاث العامة، ومعهد هارفارد للخلايا الجذعية، مجموعة جديدة من الأدوية فعالة ضد T-ALL.
مثبط التيروزين كيناز العام "داساتينيب"
يستند هذا الاكتشاف إلى اكتشاف سابق أجرته مجموعة أبحاث جامعة تامبيري حيث وجد أن مثبط التيروزين كيناز العام "داساتينيب" فعال في حوالي ثلث عينات المرضى المختبرة.
فعالية مثبط التيروزين كيناز العام "داساتينيب"
عادة ما يتم فقدان فعالية دواء واحد بسرعة أثناء معالجة سرطان الدم لذلك بحثت الدراسة الجديدة عن تركيبات دوائية من شأنها أن يكون لها تأثير تآزري معزز مع دواء داساتينيب، وكان هذا هو الحال مع "تيمسيروليموس"، وهو دواء يثبط مسار الإشارات المتوازية، وكان الجمع بين العقارين أكثر فعالية في القضاء على خلايا سرطان الدم في الحيوانات والأمراض البشرية من استخدام دواء واحد.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، سارة لاوكانين: "خلال هذه الدراسة، قمنا بتطوير طريقة جديدة لفحص الأدوية للتقييم السريع للاستجابات للعقاقير في عينات سرطان الدم، وفي هذه الحالة، تم العثور على تركيبة دوائية فعالة، والتي تم تأكيدها لاحقاً من خلال العديد من نماذج الخطوط الخلوية وعينات المرضى وسرطان الدم البشري الذي نما في الفئران".
آلية عمل هذه الأدوية على المستوى الجزيئي في T-ALL
وتضيف لاوكانين: "لقد كان هذا مشروعاً طويلاً، استغرق 4-5 سنوات، ونتيجة لذلك، نفهم الآن آلية عمل هذه الأدوية على المستوى الجزيئي في T-ALL".
وخلال المشروع، قضت لاوكانين ستة أشهر كباحثة زائرة في قسم علم الأمراض في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن مع مجموعة أبحاث البروفيسور ديفيد لانجيناو، والتي تم تنفيذ المشروع معها، وعملت على نطاق واسع مع الدكتوراه ألكسندرا فيلوسو، وهي زميلة أبحاث في فريق لانجيناو والمؤلفة الرئيسية المشاركة في العمل.
وقال أولي لوهي، حاصل على دكتوراه في الطب، من جامعة تامبيري ومركز السرطان بمستشفى تايز: "هذا خيار علاجي جديد واعد لسرطان الدم الحاد من النوع T، والخطوة التالية هي نقل هذا الاكتشاف إلى الممارسة السريرية للمرضى الذين يعانون من مرض الانتكاس أو الحراريات من خلال التجارب السريرية المبكرة".
وقال لوهي: "إن تطوير العلاجات الدقيقة بطيء ويتطلب معرفة دقيقة بالآليات الجزيئية التي تسبب المرض وتحافظ عليه، هنا استخدمنا اعتماداً محدداً لخلايا T-ALL على طرق إشارات معينة تتوقف على الجمع بين داساتينيب و تيمسيروليموس".
نُشرت الدراسة في مجلة "بلود"، وهي أعرق المجلات العلمية في مجال أمراض الدم، وبالإضافة إلى الباحثين في جامعة تامبيري ومعهد هارفارد للخلايا الجذعية، شارك في الدراسة أيضاً باحثون من جامعات نورث كارولينا وفنلندا الشرقية وهلسنكي.
