منذ وقت ليس قصيراً ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يعتري عملها في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة بشكل خاص غموض غريب ، وتخبط غير معلومة أسبابه ، وكلما روجعت الوكالة في شيء نفته أو قللت من شأنه بطريقة تعبر عن مدى استهتارها بالشعب الفلسطيني وتقاليده وعاداته ، وحتى ثوابته وعقائده الوطنية والإسلامية . ولعلي لست من المطلعين بشكل واسع وكبير على أوضاع وكالة الغوث في قطاعات كثيرة ، فللأسف لم تستطع الوكالة بكل ماكناتها الإعلامية ، ودعاياتها المنتشرة ، وفضائيتها المرتقبة أن تقنعني بتتبع (إنجازاتها العظيمة) على حساب برامج إغاثة اللاجئين الفلسطينيين الذين أنشأت من أجلهم ومن أجل مساعدتهم . لن أطيل في المقدمات وسأدخل إلى عمق القضية سريعاً ، والتي أصبحت من وجهة نظري على الأقل سياسة متبعة وممنهجة ومقصودة لدى وكالة الغوث يعينها عليها بعض ضعاف النفوس من مدراء المدارس والمفتشين وللأسف الشديد سواء بوعي وهذا ما أؤمن به وبغير وعي وهذا ما أستبعده على الإطلاق . مادة التربية الإسلامية يا سادة أضحت اليوم مادة ثانوية وكأنها الرياضة ، أوالرسم ، لا بل هي أقل شأناً من ذلك بكثير سيتساءل كثيرون عن سبب قولي هذا وإليكم قصة باختصار. فهذا مدرس للتربية الإسلامية متخصص في الشريعة الإسلامية ويدرس في وكالة الغوث منذ عقدين من الزمن وفي مدرسة إعدادية على وجه الخصوص. فوجئ هذا المدرس مع بداية العام الحالي أنه قد نقل من مدرسته التي يدرس فيها لأن عبئه ينقص حصة واحدة في الأسبوع وتم نقله من مدرسته ليدرس في أخرى اللغة العربية وغيرها من المواد التي هي ليست من تخصصه . رغم أن ما سبق يشكل فاجعة غير أن ما حدث لحصص التربية الإسلامية التي كان من المفترض أن يدرسها في مدرسته كان هو الأغرب ، فقد تم توزيع حصص مادة التربية الإسلامية في مدرسته السابقة على مدرسين آخرين منهم من هو مدرس رياضيات وآخر علوم المهم مدرسون ليسوا أصحاب تخصص في التربية الإسلامية والشريعة وهم يعترفون بألسنتهم أنهم ليس لديهم الكفاءة والإمكانية لتدريس هذه المادة . لا تستغربوا أو تتعجبوا يا سادة فهذا أصبح حال مادة التربية الإسلامية لن أقول في كل مدارس الوكالة بل في المعظم منها ، لقد جعلت سياسات وكالة الغوث من مادة التربية الإسلامية مادة أقل من المواد الثانوية ، مادة يستطيع أي مدرس أن يدرسها ، ويكفيها حصة واحدة أو اثنتين على الأكثر في الأسبوع ، ولو لم تجد لها في الجدول متسعاً فلا ضير. ولكن السؤال المطروح ، ما الهدف ؟ وما الواجب علينا القيام به؟ والإجابة هنا عن السؤال الأول لا تحتاج لكثير من الفهم والفهلوة والفلسفة التي لا طائل منها وهي في فهمي على الأقل كالتالي : فهذه سياسة مبرمجة تتبعها الوكالة لتصفية الأخلاق والقيم الإسلامية من عقول الناشئة . فقد علم هؤلاء أن الإسلام بمبادئه وقيمه إن تغلغل في قلوب الناشئة ووصل إلى أعماق عقولهم وقلوبهم فسيعجل بأمر لا يرغبونه أو يحبونه إنه زوال دولة الكيان بالعلم والإيمان الصادق ، لذلك وهذه إجابة التساؤل الثاني علينا الوقوف جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف لتقف الوكالة عند حدها وتحترم ديننا ومعتقداتنا ، وعقول أبنائنا . لابد أن تتضافر جهود الجميع في هذا المجال من أجل أن تعود لحصة التربية الإسلامية هيبتها واحترامها في مدارس الوكالة ولا يقوم بحملها إلا أصحاب التخصص ، حتى يخرج جيل فلسطيني مسلم واع مؤمن بقضيته فاهم للصراع القائم في أرضه فلسطين بطريقة صحيحة، مفادها أن ما اغتصب بعقيدة الزيف الصهيونية ، لن يعود إلا بالتمسك بعقيدة الإيمان وعقيدة الإسلام ، ولن يكون هذا إلا إذا بذرت البذرة في عقول وقلوب الناشئة منذ الصغر ، وختاماً " ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.