لم يكن يدرك الخمسيني نبيل غانم، من بلدة صرة إلى الغرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أن محاولاته للوصول إلى عمله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 عبر "فتحة" في جدار الفصل العنصري، ستضع حدا لحياته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الحادثة التي وقعت صباح الأحد الماضي 19 حزيران، ستضاف إلى سجل طويل من جرائم القتل والملاحقة بحق العمال الفلسطينيين، ويكون العامل غانم ابن الثلاثة وخمسين ربيعا أحدث شهداء لقمة العيش المغمسة بالدم.
يقول نجله معتز غانم لـ"فلسطين الآن" إن أبيه كان يأمل أن يتمكن من المرور عبر فتحة في الجدار الفاصل توصله إلى مدينة جلجوليا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، للعمل في مجال المقاولات، لكن قوات الاحتلال أطلقت عليه النار، وأردته قتيلا، واحتجزت جثمانه خمسة أيام.
وتابع "كل الدلائل تؤكد أن أبي قتل بدم بارد. الاحتلال يعتقل عشرات العمال يوميا، خاصة أولئك الذي يدخلون عبر "الفتحات"، نظرا لعدم امتلاكهم لتصاريح تتيح لهم المرور عبر المعابر الرسمية التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وغالبا ما يتم إطلاق سراحهم لاحقا، لكنهم قتلوا أبي".
ويتساءل غانم عما فعله أبيه الشهيد الذي لم يكن يحمل معه سوى زوادة الطعام حتى يطلق عليه الرصاص!".
ونبيل، أب لأربعة أبناء وبنتيْن، أكبرهم عمره (30 عامًا) وأصغرهم (10 أعوام)، وهو مُحرر من سجون الاحتلال قضى خلف قضبانها 5 سنوات من عمره على فترات مختلفة.
ويقول مسؤول نقابات العمال الفلسطينيين شاهر سعد لـ"فلسطين الآن" إن آلاف العمال الفلسطينيين يجازفون بحياتهم من أجل لقمة العيش ويتحملون المخاطر في سبيل ذلك، معبّرا عن غضبه لجريمة اغتيال العامل غانم، مؤكدا أن حكومة وجنود الاحتلال مستمرون باتخاذ إجراءات همجية وقهرية مشددة بحق العمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة عيشهم الصعبة.
ووفق سعد فقد عدد شهداء لقمة العيش منذ بداية العام الجاري 38 شهيداً، إما نتيجة إصابات العمل بسبب غياب الرقابة على الصحة والسلامة المهنية، أو نتيجة الاغتيالات على الحواجز والفتحات التي يمر منها العمال، مضيفاً أن حكومة الاحتلال تتعمد الاستمرار في التضييق على العمال الفلسطينيين ويومياً يكون هناك ملاحقات واعتقالات وإصابات او شهداء.
وبين سعد أن موقف الاتحاد العام للنقابات مستمر بفضح جرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي وأمام كافة المؤسسات النقابية العمالية العالمية ومن أهمها منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات.