9.63°القدس
9.32°رام الله
7.75°الخليل
15.55°غزة
9.63° القدس
رام الله9.32°
الخليل7.75°
غزة15.55°
الإثنين 25 نوفمبر 2024
4.65جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

إعلان القسام.. تكتيك تفاوضي لإجبار الاحتلال على الرضوخ

منذ عام 2014 وصانع القرار في دولة الاحتلال ينتهج سياسة التضليل ويكذب على مجتمعه بشأن مصير جنوده في قطاع غزة خشية من تحمل تبعات الفاتورة الباهظة.

واستطاعت كتائب القسام إسقاط جيش الاحتلال في معركة الإعلام والمصداقية مسبقًا، من خلال التجارب السابقة التي أثبتت دومًا صدق القسام وكذب قادة العدو.

ومساء اليوم الاثنين، أعلن المتحدث العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، عن تدهور طرأ على صحة أحد أسرى الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين لدى الكتائب في غزة. 

ولم يذكر أبو عبيدة في تصريحه المقتضب، مزيداً من التفاصيل، غير أنه قال إنّ الكتائب ستنشر خلال الساعاتِ القادمة ما يؤكد ذلك. 

وفي الأول منذ إبريل/نيسان من العام 2016، أعلنت "كتائب القسام" أنها تحتجز أربعة إسرائيليين في غزة للمرة الأولى. وظهر في حينها المتحدث العسكري أبو عبيدة وإلى جانبه أربع صور تعود لجنود الاحتلال الأسرى. 

ويرى محللون سياسيون أن خطاب "القسام" يأتي ضمن تكتيك تفاوضي يمكن المقاومة من إجبار الاحتلال على الرضوخ.

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي أ. مصطفى الصواف، أن تغريدة ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام التي تحدث فيها قبل قليل تشير إلى أن لدى القسام ما يمكن أن يحرك ملف تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني بعد التبلد الذي أصاب قيادة الكيان في عدم تعاطيها مع ملف الأسرى ومحاولاتها تضليل الجمهور الصهيوني بأن جولدن وشاؤول جثث لدى القسام .

وأوضح الصواف، لـ"فلسطين الآن"، أنه يعتقد بأن ما سيكشفه تقرير القسام أو سيتحدث به متعلق بالضابط الذي أسر في رفح جولدن أو الذي أسر شرق الشجاعية.

وتوقع الصواف، بأن الحديث الذي سيكون سيؤكد كذب قادة الاحتلال على جمهوره، وان من كان يسميهم جثث ها هو أحدهم وضعه بات متدهورا وهذا يؤكد أن ما يتحدث عنه القسام بأن لديه جنديين حقيقة مؤكدة ،وهو الجهة التي لديها المعلومات حول وضع الجنديين اللذين تم أسرهما في عدوان 2014.

وأشار الصواف، إلى أن حقيقة ما ستعلنه القسام يعطي مؤشر بأن القسام بات أكثر نضجا في التعامل مع صفقة جديدة من خلال إستثمار وضع الجنديين وربما يرون أن هذا الوقت الأنسب لإثارة هذا المواضيع والتي كانت تريد القسام إستثماره وهو تقديم المعلومة مقابل ثمن، ولكن الحالة التي عليها الجندي الأسير والوضع الداخلي للكيان والصراع القائم على المستوى السياسي قد يكون هو الأنسب الذي ترى القسام أنه يمكن ان يضعط على حكومة في نهايتها أو قد يكون ورقة تقدم لمن سيأتي بعد حكومة بنيت والتي سيشكل حراك الراي العام الصهيوني ضغطا كبيرا على الحكومة القادمة وبقايا الحكومة القائمة. 

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أبو زهري لـ"فلسطين الآن"، أن هذه التغريدة من أقوى وأهم ما أعلن عنه القسام بخصوص الجنود الأسرى وذلك لعدة أسباب أبرزها؛ انه يتعلق بتدهور الحالة الصحية لاحد الجنود، وأيضا لأنه سيتبع بمادة خاصة تكشف عن وضع الجندي للرأي العام ولكل الجهات المعنية، وهذا سيكون له تأثير نفسي شديد على معنويات أهالي الجنود الأسرى والذين فقدوا منذ زمن اي ثقة بما تقوله وتصرح به قيادة الحكومة سواء الحالية او السابقة، وهذا بدوره سيدفعهم للانتفاض ضد حكومة الاحتلال ومهاجمتها وانتقاد دورها ولومها عن الاخفاقات المتكررة في هذا الملف بل الاكاذيب التي كانت تصدرها لخداع الراي العام وعائلات الجنود، الامر الذي سيخلق حالة من الغضب لدى الجبهة الداخلية التي تتعاطف بشكل ملحوظ مع عائلات الجنود.

وتوقع أبو زهري، أن نشهد تحرك جدي وملحوظ في ملف الاسرى وإعادة تكثيف لجهود الوسطاء خصوصا بعد هذه التغريدة وما ستكشف عنه الكتائب من تفاصيل متعلقة بالجندي، وهذا شيء مهم ومكسب إضافي لخدمة قضية أسرانا الابطال.

وأشار، إلى أن هذه التغريدة شكلت صفعة قاسية لقيادة الاحتلال بمستوياتها المختلفة، بل ضربة قاسمة ستهز أركان هذه القيادة وستجعلها في موقف حرج للغاية، وهي بمثابة فرصة لأحزاب المعارضة لمهاجمة قيادة الحكومة والجيش وتحميلها المسؤولية الكاملة حول الفشل الذريع في إدارة هذا الملف.

وشدد أبو زهري، على أن الوقت ليس في صالح حكومة الاحتلال وما حدث هذه الليلة شكل عاملا ضاغطا وقويا لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله؛ لانه يتعلق بالجنود الأسرى وهو أكثر الملفات ازعاج لقيادة الاحتلال التي أصبحت (مكشوفة وعاجزة) عن تقديم اي شئ في هذا الملف على الرغم من محاولاتها المستمرة وفي كافة الاتجاهات لتحرير الجنود من قبضة القسام والتي باءت جميعها بالفشل أمام صمود وتحدي الكتائب.

وحول اختيار القسام للتوقيت، أكد أبو زهري، أن كتائب القسام اختارت توقيت الإعلان عن حالة أحد الجنود الأسرى بعناية شديدة فقد جاءت في توقيت (حرج وحساس) لحكومة الاحتلال التي تعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي، فهي لا تحتمل مزيد من الضغوط والتي يمكن أن تجعلها في واقع أكثر تعقيدا وتضعها أمام تحديات غير مسبوقة.

وبينَ الكاتب أبو زهري، بأن مثل هذا الإعلان يمكن أن يأتي في سياق تحريك ملف الأسرى وإعادته إلى (واجهة الاهتمام) وتفعيل دور كل الأطراف المعنية والراعية لهذا الملف، وهي أيضا لا تنفصل عن الحقيقة التي كشفت عنها الكتائب والتي تؤكد بأن تدهورا طرأ على حياة أحد الجنود خصوصا أن كتائب القسام تتمتع بمصداقية عالية وتتصرف بدقة متناهية في التعامل مع كافة الملفات وفي مقدمتها ملف الأسرى؛ فالإعلان يتضمن إشارة مباشرة وقوية بأن الكتائب ستثبت ذلك من خلال مادة خاصة وحصرية سيتم الكشف عنها خلال وقت قريب.

وحول دلالات المضمون أكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن هذا الإعلان، سيحرك المياه الراكدة في ملف تبادل الاسرى ويندرج تحت إطار حرب المعلومات وصراع الأدمغة بين حماس والاحتلال.

وأشار الغريب، إلى أن طبيعة الإعلان ستحدد تداعياته ..من هي هوية الجندي التي طرأ تدهور على صحته من الجنود الأربعة، وسينعكس سلبا على مستويات أمنية وعسكرية وسياسية إسرائيلية.

وأوضح الغريب، أن هذا الإعلان سيشكل عامل ضغط إسرائيلي داخلي من عوائل الجنود الأسرى ومزيد من التأليب على حكومة هزيلة تسيطر عليها الخلافات والانقسامات... دعونا نترقب.

المصدر: فلسطين الآن