نشرت ابنة معتقل الرأي في الإمارات عبدالسلام درويش المرزوقي، رسالة بخط يد والدها أحرجت رئيس الإمارات الجديد الشيخ محمد بن زايد، وفضحت ممارسات التعذيب بحق معتقلي الرأي داخل سجون أبوظبي سيئة السمعة.
الرسالة التي نشرتها جنان المرزوقي، عبر حسابها بتويتر كانت مسربة من السجن وكتبها والدها المعتقل بخط يده في العام 2013 بشأن التعذيب الذي تعرض له أثناء فترة اعتقاله.
وكان الأمن الإماراتي قد اعتقل عبدالسلام درويش، انتقاما منه على خلفية مطالبه بالإصلاح.
في #اليوم_الدولي_لمساندة_ضحايا_التعذيب، أرفق لكن تقرير كتبه والدي #عبدالسلام_درويش بخط يده في ٩/٥/٢٠١٣ بشأن التعذيب الذي تعرض له فترة اعتقاله!
— جنان المرزوقي (@JAlmarzoqi) June 26, 2022
تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الصحي والتهديد بالضرب والقتل! تم تجاهل جميع شكاويه والحكم عليه بعشر سنوات!#معتقلي_الإمارات pic.twitter.com/SjLw2ldmOS
الرسالة المؤرخة بتاريخ 9-5-2013، كشف فيها “المرزوقي” أنه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الصحي والتهديد بالضرب والقتل بعدما تم اعتقاله بتاريخ 24 يوليو 2012.
وأوضح معتقل الرأي برسالته التي رصدتها (وطن) بتغريدات ابنته جنان، أن جهاز أمن الدولة الإماراتي اعتقله دون أن يعرف التهمة الموجهة له، وتم تجاهل جميع شكاويه والحكم عليه بـ10 سنوات سجن.
رسالة المرزوقي الموجهة إلى لجنة مناهضة التعذيب، أشارت أيضا إلى أنه تم احتجازه بسجن انفرادي من 24 يوليو 2012 وحتى 9 مارس 2013.
وتعرض المعتقل الإماراتي خلال هذه الفترة لما وصفه بالعديد من طرق التعذيب التي لا تناسب كرامة الإنسان.
وأوضح أنه حرم ولمدة 8 أشهر من الاتصال بالعالم الخارجي، أو اللقاء مع المحامي، أو حتى قراءة كتاب أو مشاهدة التلفاز.
عبدالسلام درويش المرزوقي، أكد كذلك أنه تعرض للإيذاء الجسدي بسبب ظروف السجن الغير آدمية من برودة المكان الشديدة، والإضاءة العالية وعدم السماح له بالحركة.
وهو ما سبب أمراضا مزمنة له كالديسك والتهاب المفاصل والعين.
وتعرضه “المرزوقي” للإهمال الطبي، موضحاً في رسالته أنه رغم إصابته بالسكري، كان أمن السجن يحرمه من الحصول على الدواء بوقته.
وتم حرمانه أيضا ـ بحسب الرسالة ـ من التعرض لأشعة الشمس، وهو ما أدى إلى نقص شديد في فيتامين “د” لديه وتسبب بمشاكل في العظام.
ووفقاً للمرزوقي، فإنه تعرض للتهديد بالضرب والقتل من قبل محققي أمن الدولة وذلك لإجباره على الإدلاء بمعلومات غير صحيحة.
وأشار إلى أنه رغم تقديمه عدة شكاوى حول ظروف احتجازه أمام قاضي التمديد ووكيل النيابية والمحققين، لكن تم تجاهل جميع الشكاوى التي قدمها.
وقال معتقل الرأي الإماراتي إنه كان يتم نقله من السجن إلى النيابة مكبل اليدين ومغمض العينين، وكان يبقى في سيارة مظلمة لأكثر من 8 ساعات.
ولم يستطع “المرزوقي” ـ بحسب رسالته ـ التي لاقت تفاعلا كبيرا التعرف على أحد من مرتكبي هذه الانتهاكات خلال فترة اعتقاله، لأنه كان معصوب العين عند التحقيق، والحراس كان ملثمين ولا يضعون أسماء على لباسهم.
رسالة عبدالسلام المرزوقي التي حوت معلومات صادمة عن التعذيب في سجون الإمارات، ختمها بالإشارة أنه حتى الذهاب إلى دورات المياه داخل السجن يكون بشق الأنفس وبطرق مذلة.
موضحا: “لا بد من قرع الجرس قبل الذهاب إلى دورة المياه، ثم يأتي الحارس بعد قرابة الساعة، ويجبرنا على خلع جميع ملابسنا، ويعطينا منشفة صغيرة بالكاد تستر عورتنا لأجل الذهاب للحمام.”
جدير بالذكر أن عائلة المعتقل عبدالسلام المرزوقي، تعرضت للعديد من المضايقات بعد اعتقال والدهم.
وقبل نحو 5 سنوات ورد للعائلة اتصالا من حكومة أبوظبي يبلغهم بسحب جنسيتهم، ويطلب منهم العودة إلى الإمارات لتسليم جوازات سفرهم ووثائق هويتهم.
وتابعت بعدها السلطات انتهاكاتها، فأوقفت راتب المرزوقي التقاعدي، وهو مصدر الدخل الوحيد للعائلة.