مع تولي يائير لابيد منصب رئيس حكومة الاحتلال، فقد قرر الانتقال إلى مسكنه المؤقت المجاور لمقره الدائم في شارع بلفور بالقدس المحتلة، حيث يخضع لعملية ترميم وتجهيز، والمكان هو فيلا تعود إلى المواطن الفلسطيني حنا سلامة، الذي أجبر على الخروج منها إبان نكبة العام 1948، بفعل مجازر العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين.
وذكر نيتسان شابيرا مراسل القناة 12، أنه "أجرى جولة ميدانية داخل الفيلا الموجودة في حي الطالبية، وهو من الأحياء الراقية في القدس، وبُني بين 1920-1930 على أرض تم شراؤها من بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، وكان معظم سكانه في وقت مبكر من المسيحيين العرب الأثرياء، الذين بنوا منازلهم بصورة أنيقة، مع زخارف معمارية غربية وعربية، وتحيط بها الأشجار والحدائق المزهرة، ويمتاز المبنى بسلالم وممرات، وإضاءة فريدة، وأبواب خشبية فاخرة، ومستوى عالٍ جدا من الرعاية".
ونقل عن مسؤولين في جهاز الأمن العام- الشاباك، أنه "قبل دخول رئيس الوزراء لهذه الفيللا، في الطابق الثاني تحديدا، فإنها سوف تخضع لرسم الخرائط والمسح الضوئي، وسيتم اتخاذ الترتيبات الأمنية، بعد أن واجه المراسل أمامه حراسة أمنية فضفاضة، سمحت له بالدخول بسهولة إلى المبنى القريب من أكثر المباني حراسة أمنية في دولة الاحتلال، مع العلم أنه تم تصميم الفيللا بأسلوب عالمي، مع منحنيات في وسط الواجهة، وكتل بنائية ترتب كتلة المبنى المكون من ثلاثة طوابق".
بدوره ذكر يارون أبراهام مراسل القناة 12، أن "الفيللا تم بناؤها عام 1932 لصالح حنا جون سلامة، وهو تاجر عربي-مسيحي، وكان وكيلا لشركة جنرال موتورز للسيارات، وفي حين رفض رئيسا الوزراء الراحلان ديفيد بن غوريون وموشيه شاريت الإقامة في الفيللا، فقد استخدمته سفارة غواتيمالا حتى عام 1980، كما أقام فيه وفد قنصلي تابع لبلجيكا، وطلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق استخدامها لإقامة مدرسة للدبلوماسيين، وفي عام 2014 تمت إضافة ثلاثة طوابق إلى المبنى".
وذكر قبل سنوات موقع التراث الفلسطيني، أن هذه الفيللا تعتبر تحفة معمارية بناها المعماري الفرنسي مارسيل فافييه في أسلوب جمع بين الطرازات الفنية المعاصرة والكلاسيكية الجديدة، وكانت ملكا لرجل أعمال فلسطيني ثري يدعى قسطنطين سلامة، غادر القدس إبان احتلال العصابات الصهيونية لقسمها الغربي في 1948، حيث أقام في لبنان، ومنذ ذلك الحين قام بتأجير الفيلا لبلجيكا.
ومنذ سنوات، يدور نزاع بين دولة الاحتلال وبلجيكا حول ملكية هذه الفيللا؛ لأن الأخيرة ما زالت تدفع الإيجار لورثة المالك الفلسطيني، بينما قام رجل أعمال إسرائيلي بشراء المبنى من دولة الاحتلال، التي وضعت يدها على كثير من المباني التي هجرها الفلسطينيون تحت وقع الحرب والمجازر الصهيونية، وباتوا يعيشون في المنفى، بموجب "قانون الغائبين".
وفي عام 1983، عرضت دولة الاحتلال على صاحب الفيلا مبلغ 700 ألف دولار لشرائها، لكنه رفض، ثم باعته لأحد رجال الأعمال الإسرائيليين دافيد صوفير، لكن بلجيكا لا تعترف بشرعية المصادرات الإسرائيلية، وظلت تدفع الإيجار إلى سلامة، واعترضت على طلب صوفير الذي يريد الحصول على مليوني يورو كمتأخرات مستحقة، في حين أبلغت حكومة الاحتلال السفيرة البلجيكية لديها بموافقتها على ملاحقة سوفير لبلجيكا أمام القضاء.