مرت قبل أيام الذكرى الـ19 على استشهاد القسامي كامل علاونة، بعد أيام من أدائه آخر اختبارات الثانوية العامة، واليوم وبعد 18 عاماً، يرتقي شقيقه كامل، والذي حمل اسمه وسار على دربه ومنهجه وحمل فكره الإسلامي النيّر.
قبل 19 عاما ارتقى المجاهد القسامي كامل عبد الله علاونة (18 عاما) بعد اشتباك مع قوات الاحتلال في منطقة باقة الغربية بالداخل الفلسطيني المحتل، وفي ذات الأيام التي ارتقى فيها كان قد تقدم إلى امتحانات شهادة الثانوية العامة، إلا أن قلبه كان معلقا بالشهادة والمقاومة.
واحتجز الاحتلال جثمان الشهيد علاونة لنحو 11 عاماً، إلى أن جرى تسليمه في 12 من مارس عام 2014، وشيع في جنازة مهيبة بمسقط رأسه في بلدة جبع قضاء جنين.
وقال الشهيد القسامي في وصيته إنه قدم نفسه لله سبحانه وتعالى من أجل إعلاء كلمة الحق ثم للمسجد الأقصى، وأوصى بالسير على طريق المجاهدين والتضحية من أجل الله وفلسطين.
طريق أوصى به كامل من بعده، ولم يكن يعلم أن شقيقه الذي سيولد من بعده وسيحمل اسمه سيسير على ذات الدرب، وسيحمل في قلبه ذات الراية.
واستشهد اليوم الشاب كامل عبد الله علاونة (18 عاماً)، متأثرا بإصابته بمواجهات مع الاحتلال أمس، حيث أصيب برصاص الاحتلال في البطن واليد اليمنى، أدى لتهتك الكبد والأمعاء وقطع في الشريان الرئيسي في يده.
رحل كامل عبد الله علاونة شهيدا مقبلا غير مدبر في شهر يونيو من عامل 2003 وجاء كامل عبد الله علاونة ورحل شهيدا مقبلا غير مدبر في يوليو 2022، واشتركوا في الاسم والأخوة وحب الجهاد والاستشهاد.
لم تسلم العائلة من إرهاب الاحتلال طيلة السنوات 18 الماضية، ففي عام 2011 اقتحم منزلهم في يوم زفاف شقيقه معتز، وفي عام 2013 أعاد الاحتلال الكرة فاقتحم منزلهم يوم زفاف شقيقه معاذ، وهم جميعاً أبناء الأسير المحرر عبد الله علاونة، والذي أمضى سنوات في سجون الاحتلال.
وسجلت محافظة جنين، منذ بداية العام ارتقاء 28 شهيداً، لتوثق أيقونة المقاومة في الضفة الغربية، تاريخا حافلا بالجهاد والشهداء والصمود والتصدي للاحتلال الإسرائيلي، وتقدم ثلة من الشهداء دفاعا عن أرض فلسطين.
أما الشهداء الذين ارتقوا على أرض جنين من المحافظات الأخرى، فهم الشهيد سيف حفظي أبو لبدة (29عاما)، من مخيم نور شمس، والشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) من القدس.
وزفّت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " إلى شعبنا الفلسطيني العظيم، شهيدها المجاهد كامل عبد الله علاونة، ليلحق بشقيقه الاستشهادي القسّامي كامل عبد الله علاونة، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الصهيوني خلال عملية فدائية عام 2003م.
وبعثت الحركة بالتعزية لعائلة الشهيد ووالده الأسير المحرّر عبد الله علاونة، مرسلة التحية لجنين ومخيمها الصامد وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد على طريق الحرية والانعتاق من الاحتلال.
وقالت حماس إنها تشدّ على أيدي مقاومينا الأبطال في الضفة الأبية والقدس المحتلة، لضرب أهداف الاحتلال بكل قوة، فدماء شهدائنا ليست رخيصة، والعدو لا بد أن يدفع الثمن غالياً من دماء جنوده ومستوطنيه.