دعت لجنة الحريات بالداخل الفلسطيني المحتل، إلى محاكمة الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة قتل الأسيرة الشهيدة سعدية مطر (68 عاماً)، ابنة قرية إذنا قضاء الخليل، والتي ارتقت خلال الأسبوع الجاري في سجن الدامون، جراء الإهمال الطبي.
واستنكرت اللجنة بشدة جريمة الاحتلال بحق الأسيرة مطر، والصمت على هذه الجريمة النكراء، لافتة إلى أن سبب الوفاة واضح وضوح الشمس، وهو اعتقال الشهيدة منذ شهر كانون الأول الماضي قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل، بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح.
وتابعت: "بالتالي فإن الجريمة معروفة، والضحية معروفة والفاعل معروف، وهو الاحتلال الإسرائيلي"، مشددة على ضرورة العمل على تقديم قادة الاحتلال للمحاكمة الدولية، بدءًا من أرفع القيادات السياسية والعسكرية، مروراً بمنفذي الاعتداء والاعتقال، انتهاءً بسلطة السجون بمن فيهم من يطلقون عليهم لقب أطباء السجون.
وأكدت اللجنة أن أطباء السجون هم أبعد ما يكونون عن هذه المهنة التي يسيئون إليها في كل مرة بصورة أسوأ من سابقتها، موضحة أنهم هم أطباء شركاء في الجريمة بصفتهم عاملين في سلطة السجون وبصفتهم أطباء أقسموا على تنفيذ ما يتطلبه القانون والإنسانية من أي طبيب على وجه الأرض.
ووصفت لجنة الحريات ما تعرضت له الأسيرة الشهيدة مطر، بأنها "عملية اغتيال صامتة بواسطة الإهمال الطبي"، لافتة إلى أن وضعها الصحي المتدهور كان ظاهراً للعيان، حتى في قاعة المحكمة وأمام أعين القضاة، ومع ذلك لم يحرك أحد ساكناً، ولم يقدم لها العلاج اللازم لإنقاذ حياتها.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، شهيدة فلسطين الأسيرة سعدية مطر، والتي ارتقت بسبب آثار الاعتداء الوحشي أثناء اعتقالها قرب الحرم الإبراهيمي قبل عدَّة أشهر، ونتيجة الإهمال الطبّي والظروف اللاإنسانية التي تعرّضت لها منذ اعتقالها في سجن الدامون الصهيوني.
وحمّل مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس، زاهر جبارين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادها، وعن جرائمه المتصاعدة ضد الأسرى والأسيرات المرضى في سجونه.
وأكد جبارين أنَّ روح الأسيرة مطر الطاهرة الوفيَّة لدينها ووطنها ستبقى لعنة تطارد المحتل، ووقوداً يذكي مقاومة وانتفاضة شعبنا حتَّى تحرير الأسرى والأسيرات ودحر الاحتلال.
ويستمر الاحتلال في اعتقال 10 أمهات وأسرهن في سجونه، وهنّ من بين (32) أسيرة يقبعن في سجن الدامون.