14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
18.96°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة18.96°
السبت 21 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.82يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.82
دولار أمريكي3.65

خبر: النائب الأسير محمود الرمحي.. الطبيب الإنسان

"صح كان فيه عنا بابا"؟؟!! جملة يرددها لأمه باستمرار، فهذا الطفل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، حرم من والده بسبب الأسر، ولا يتذكر منه سوى ملامح بسيطة وبعض أحداث قصيرة جداً، قضاها معه. إنه عمر، ابن الأسير الدكتور محمود الرمحي -50 عاماً- من سكان مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، لا يكاد يتذكر والده، إلا أنه يحمل ذكريات رسخت في ذهنه وكأنها تحصل الآن. الرمحي، الذي اعتقل بتاريخ 23/11/2012، من منزله، بأشبه ما يكون "عملية اختطاف"، كما وصفتها زوجته أم محمد، كونها لم تتعد خمس دقائق، حين داهم الاحتلال منزلهم، واعتقله على الفور. د. الرمحي، طبيب تخصص إنعاش وتخدير، عمل في مشفى المقاصد، قبل أن ينخرط في الحياة السياسية، ويرشح نفسه عضواً عن حركة حماس في انتخابات عام 2006، ومن هنا بدأت الملاحقة الكبرى والشرسة من الاحتلال الإسرائيلي. تقول أم محمد: "صحيح أن محمود اعتقل وذاق من ويلات الاحتلال كثيراً في السابق، فأول عدوان إسرائيلي ضده كان عام 1992 وقبل الإبعاد إلى مرج الزهور بيوم واحد، حيث كان من المقرر إبعاده، إلا أن الاحتلال لم يبعده بل أودعه السجن، ولم نعلم بذلك إلا بعد فترة، ظناً منا أنه من المبعدين، ليمكث فيه ثلاث سنوات". وتزامناً مع أسر المقاومة للجندي شاليط في قطاع غزة عام 2006، ومع الحملة الشرسة التي شنها الاحتلال بحق نواب التغيير والإصلاح في الضفة الغربية، اعتبر الاحتلال أن "أبو محمد" أصبح مطارداً لديه، وبقي كذلك مدة 50 يوماً، كانت الأصعب بالنسبة له ولعائلته، إلى أن تم اعتقاله يوم 20/8/2006 لتسرقه عتمة الزنازين وأقبية التحقيق ثلاث سنوات أخرى، قضاها في سجن عسقلان. تضيف أم محمد: "رزقنا بابننا عمر عام 2010، ولم تمضِ ثمانية شهور على ولادته، وعلى فرحة أبا محمد به، حتى اعتقله الاحتلال الإسرائيلي من جديد، في أكتوبر من العام نفسه، وحكم عليه بالسجن 20 شهراً، فخرج وعمر الذي تركه صغيراً، قد تغير، وكان أبو محمد فرحاً للغاية برؤية الابن المدلل وآخر العنقود. اجتهد د. الرمحي لتعويض نجله الصغير عن غيابه عنه، فكان يصطحبه في كل مكان، ويوم صلاة العيد، أحضر بدلة له وأحضر لعمر أخرى، فأصر الصغير أن يذهب مع والده إلى صلاة العيد، وكانت تلك اللحظة الأكثر فرحة لديهما. وعن علاقته ببقية الأولاد، ذكرت أم محمد، أن زوجها صديق للجميع، يحاورهم ويجلس معهم باستمرار، وينصحهم ويقدم لهم المشورة ويتابعهم دوما. وأشارت، إلى أن ابنها الأكبر محمد -20 عاماً-، وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية، اعتقل عام 2010 ومكث في مركز تحقيق الجلمة 40 يوماً ثم أفرج عنه. [b][title]أنيس الأسرى[/title][/b][color=red][/color] أما في السجن، يعد د. الرمحي "أنيس الأسرى"، فهو يحب مرافقتهم والاستماع لكل واحد فيهم، يسمع شكواهم وهمومهم بصدر رحب، ويواسيهم ويشد من أزرهم ويحاول التخفيف عنهم، حتى أن بعض الأسرى كانوا يقولون عندما كان يفرج عن أبو محمد، ثم يعود إليهم مرة أخرى: "نحن بحاجتك هنا بيننا".